توقع السياسي الإيطالي دانييلي روفينيتي، نشوب حرب أهلية جديدة في ليبيا قريبًا، خاصة بعد إطلاق الولايات المتحدة تحذيرًا يدعو مواطنيها لمغادرة الأراضي الليبية.

وقال روفينيتي في مقال رأي بموقع “داجو سبايا” الإيطالي، إن كل المؤشرات توحي بأن هناك صراعا مسلحا وشيكا في طرابلس بين الدبيبة ومليشيا الردع، وهو ما قد يعطي لخليفة حفتر الفرصة بشن هجوم جديد على طرابلس، خاصة وأن تركيا لم تعد معادية له.

واعتبر أن التوترات الجلية تبدو في منع الدبيبة من الإقلاع أو استخدام مطار معيتيقة وسط تصاعد الصراع مع ميليشيا الردع المسيطرة على المطار.

وأشار إلى هناك مخاوف متباينة داخل حكومة الدبيبة، متابعا أن وزير داخلية الدبيبة، عماد الطرابلسي يشعر بالثقة حول سرعة العملية، لكن الدبيبة أكثر حذرًا ومدركًا أن الصراع قد يمهد الطريق لتدهور لا يمكن السيطرة عليه.

وأضاف: لا يبدو أن هناك سوى بعض العناصر المُستعدة للتدخل دفاعًا عن حكومة الدبيبة، بينما يتزايد خطر انسحاب القوات المحلية، وهذا يُضعف موقف الدبيبة أكثر ويُؤجج السيناريو الأكثر إثارةً للخوف، وهو تقدم خليفة حفتر نحو طرابلس.

وأوضح أن حفتر سيسعى لاستغلال الفوضى لمصلحته، خاصة بعدما بنا ابنه صدام علاقات مع دوائر الأعمال التركية لتحييد أي معارضة لها لأي عملية على طرابلس.

وأكد السياسي الإيطالي أن أي عملية على طرابلس يبدو أنها ستكون مشروطة بموافقة أمريكية ضمنية، كما حدث بالفعل في عام 2019، على الرغم من أن السياق الحالي مختلف تمامًا.

ورجح أن تلعب إدارة قضايا مثل اللاجئين الفلسطينيين أو المهاجرين المحتجزين على الأراضي الليبية، دورًا أكبر في لعبة المفاوضات الدولية.

عادت أجواء التوتر الأمني إلى العاصمة طربلس مجددا على خلفية تحركات وتحشيدات عسكرية متسارعة في عدد من أحيائها، ما ينذر بتجدد الاشتباكات المسلحة بين المليشيات.

وجاءت هذه التحشيدات المسلحة بعد أيام فقط من خطاب شديد اللهجة لعبدالحميد الدبيبة، هدد فيه باستخدام الخيار العسكري ضد خصومه، بمن فيهم جماعات مسلحة كانت سابقًا جزءًا من تحالفاته الأمنية.

ورغم الجهود الأممية والمحلية التي بذلت خلال الشهور الماضية لاحتواء التوترات في العاصمة، يعود شبح المواجهات المسلحة ليخيّم على المشهد، وسط مخاوف جدية من انزلاق طرابلس مجددًا إلى مربع العنف والاقتتال بين الفصائل المسلحة المتنافسة.

Shares: