قال المحلل العسكري عادل عبد الكافي، إن التغييرات الأخيرة التي أجراها خليفة حفتر على تشكيلة كتائبه، أدت إلى تقليص نفوذ آمر اللواء 128 سابقا حسن الزادمة، بسبب تمرده على صدام نجله.
وأضاف عبد الكافي في تصريحات نقلتها منصة صفر، أن حفتر استشعر خيانة مليشيات منتمية إلى قبائل المقارحة وأولاد سليمان وأنها قد تنقلب عليه في مرحلة لاحقة، فبادر بهذه التغيرات حتى يحكم قبضته عليها، لكن عناصرها موالية للزادمة، وهو بذلك لن يحلّ الأزمة بل سيزيد الشرخ بينه وبين قبائل الجنوب.
وأوضح أن الهدف من التغييرات أيضا، هو ضمان ولاءات قبائل مناطق الجنوب والوسط، في ظل حساسية الوضع مع تمدد الروس، قائلا: الزادمة لديه ارتباط وثيق بالإمارات التي تدعمه، وستحركه في مرحلة ما مستقبلا ضد حفتر، كما أن قواته كانت تؤمن مرور الأسلحة الروسية إلى حميدتي.
وذكر أن حفتر فكّك أيضا جزءا من كتائب “طارق بن زياد”، وأضعف آمرها عمر مراجع، عبر تكليف أحد أقاربه الموالين له “الصداعي الفرجاني” برئاسة لواء جديد اسمه “القرضابية” في سرت.
وتابع قائلا: تشكيلات حفتر ولاؤها قبليّ؛ فالزادمة من أولاد سليمان، وعمر مراجع من المقارحة، وتحركات الزادمة الأخيرة أثبتت أن ولاءه ليس لمعسكر الرجمة، بل هو مرحلة لتحقيق مصالح قبيلته عسكريًّا بالحصول على أسلحة ومعدّات وأفراد لتصبح قوة ضاربة في الجنوب.
وأكد عبد الكافي أن حفتر يحاول إحكام سيطرته على الجنوب والوسط بتأمين الإمدادت لحليفه حميدتي في ظل انهزامه في السودان وخيانة روسيا ومنعها وصول بعض الأسلحة له، لأن المنطقة تمثل بعدا استراتيجيا له يضمن به دعم المرتزقة الروس ومرور الأسلحة الواصلة إليه من سوريا إلى النيجر ومالي والساحل.
وذكر أن الولاء القبلي لمليشيات حفتر بالمنطقة، سيظل عقبة أمام هيمنته عليها، إذ ربّما نشهد تعمّق الأزمة وانقلاب أفرادها على قياداتها الجديدة المكلقة من الرجمة وعلى صدام وخروجها عن الطاعة وانفصالها بالوسط والجنوب مستقبلا.