نقلت روسيا منذ بداية عام 2024، إلى ليبيا عدة آلاف من الجنود والمرتزقة، إضافة إلى المعدات والأسلحة العسكرية، وتتركز القوات في المناطق التي يسيطر عليها حليف الكرملين خليفة حفتر.

وذكرت دراسة للبيانات الجغرافية وصور الأقمار الصناعية مدعمة بمصادر داخل البلاد، أنه وصل إلى ليبيا في الأسابيع الأخيرة وحدها، ما لا يقل عن 1800 جندي روسي تم توجيه جزء منهم إلى النيجر، بينما ينتظر الباقون تعليمات إضافية.

وأضافت الدراسة أنه تم نقل عدة مئات من قوات العمليات الخاصة الروسية من أوكرانيا إلى ليبيا في بداية العام، وهم في البلاد كجنود لشركة عسكرية خاصة غير مسماة، كما وصل عدة آلاف من المرتزقة والجنود المحترفين إلى ليبيا من فبراير إلى أبريل.

كما تم رصد الجنود والمعدات الروسية في ما لا يقل عن عشر نقاط في ليبيا، سواء حول القواعد العسكرية الكبيرة (الجفرة وغردابية) وكذلك حول القواعد الأصغر – ودان والمرج.

وتصل المعدات والأسلحة الروسية إلى ليبيا عن طريق البحر من ميناء طرطوس السوري، ففي 2 أبريل الماضي تم رصد سفينتين روسيتين للإنزال – “ألكسندر أوتراكوفسكي” و”إيفان غرين”.

ومن المقرر نشر قواعد الفيلق في خمس دول أفريقية على الأقل – بوركينا فاسو وليبيا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.

وفي نهاية العام الماضي، قامت مصادر فيدوموستي المقربة من وزارة الدفاع الروسية بتسمية هذه البلدان نفسها كأماكن لنشر بنادق AK.

ووفقا لبلومبرج، من المقرر بناء المقر الرئيسي للفيلق الأفريقي في جمهورية أفريقيا الوسطى، وقال باتريك بيدا كوياجبيلي، كبير مستشاري رئيس البلاد، إنه سيتم بناء القاعدة لأن هناك “العديد من الروس في المنطقة، ومن الضروري تزويدهم بقاعدة”.

وتسعى روسيا إلى إنشاء ما يسمى بـ«فيلق أفريقيا» العسكري على الأراضي الليبية، والذي كُشف عنه مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

وتحتضن ليبيا مقره المركزي، بينما يتوزع الفيلق بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر.

وجاء اختيار ليبيا مقرًا مركزيًا للفيلق لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس.

ومن ضمن عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا للفيلق، ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.

كما تسعى روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي.

وتتبع إدارة الفيلق الأفريقي، سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.

بينما تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل.

Shares: