أعلن مدير إدارة مختبرات البصمة الوراثية بالهيئة العامة للبحث والتعرف عن المفقودين أشرف أبو العيد، نجاح الفرق الفنية في تحديد هويات تسع عشرة حالة جديدة من ضحايا إعصار دانيال لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للحالات المتطابقة إلى مئة وخمس وتسعين حالة حتى الآن.
وأوضح أبو العيد في تصريحات تلفزيونية لفضائية “ليبيا الأحرار”، أن الهيئة تواجه تحديات جسيمة في استخلاص الحمض النووي نتيجة انقضاء مدة طويلة على وقوع الكارثة مما يؤثر على جودة العينات وصعوبة التعامل معها مخبريا.
كما أشار إلى مشكلة العائلات التي فقدت بالكامل مما أدى لغياب البصمة الوراثية المرجعية اللازمة للمطابقة وهو ما يدفع الهيئة للاعتماد على دائرة العائلة بشكل أوسع لتجاوز هذه المعضلة.
وفي سياق متصل كشف مدير المختبرات عن معاناة الهيئة من نقص في المشغلات اللازمة للفحوصات والتي تصل عبر مراحل زمنية متباعدة، حيث وصلت مؤخراً شحنة جديدة تسمح بفحص أربعمائة وثمانين جثة.
وأضاف أن عمليات التعرف شملت ضحايا من جنسيات عربية مختلفة من بينهم حالتان من الأردن، إضافة إلى ضحايا سابقين من مصر وفلسطين وسوريا، مؤكداً أن الهيئة تتعامل مع كافة الملفات المفتوحة لديها بغض النظر عن الجنسية.
واختتم أبو العيد تصريحاته بالتأكيد أن الهيئة تمكنت من تجميع أكثر من ثلاثة آلاف وثمانمائة عينة من الضحايا وهي تعمل حالياً وفق خطة زمنية تستهدف فحص ومطابقة نحو ألف عينة سنوياً لضمان استمرارية العمل وتحديد هويات المتبقين بشكل دقيق ومنظم.
وتعد عاصفة “دانيال” التي ضربت مناطق شرق البلاد في 2023، أشرس كارثة طبيعية شهدتها ليبيا، حيث تحولت من منخفض جوي قوي إلى إعصار استوائي متوسطي محمل بكميات تاريخية من الأمطار تجاوزت في بعض المناطق 400 ملم خلال 24 ساعة، وهو ما يعادل معدل أمطار عدة سنوات مجتمعة.
وخلف الإعصار حصيلة بشرية مفجعة؛ فبينما أكدت منظمة الصحة العالمية والجهات الرسمية الليبية مقتل الآلاف، ظلت تقديرات المفقودين تتراوح بين 8 آلاف و10 آلاف شخص.
ولم تقتصر الفاجعة على الليبيين فحسب، بل شملت مئات الضحايا من الجاليات العربية والأجنبية المقيمة، لا سيما من مصر وسوريا وفلسطين والأردن والسودان، مما جعلها أزمة إنسانية عابرة للحدود.


