أكد الضابط في إدارة الهندسة العسكرية عبد العاطي الجطلاوي، أن تطهير ليبيا من الذخائر غير المنفجرة شرط أساسي لتحقيق الاستقرار، إذ لا يمكن بناء السلام في ظل عيش مواطنين بجوار مناطق محظورة بسبب خطر الألغام.
وأشار الجطلاوي في تصريحات نقلتها صحيفة العربي الجديد القطرية، إلى تكرار إبلاغهم عن العثور على مخلفات الحرب التي تعيش صورها وصدماتها في ذاكرتهم.
وانتقد رفض قوات خليفة حفتر تسليم خرائط الألغام التي زُرعت على نطاق واسع في مناطق جنوب وجنوب شرقي طرابلس، خلال عدوانه المسلح السابق على العاصمة.
وأوضح أن أن الفرق المحلية تواجه عقبات كبيرة، أبرزها غياب التدريب المتخصص، وضعف الدعم الدولي الذي لا يتعدى النصائح الفنية، من دون توفير معدات متطورة أو مشاركة مباشرة في الميدان، ما يترك العبء الأكبر على كاهل كوادر تملك إمكانات محدودة.
وأضاف أن غياب الخرائط الدقيقة لحقول الألغام يشكل عقبة إضافية، إلى جانب غياب الخطط اللازمة للعمل على إنهاء مخاطر مخلفات الحرب، ومنها ضرورة وضع استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الألغام، وهو ما يتطلب استقراراً أمنياً لم يتحقق بعد في ظل الانقسام السياسي القائم.
وأيقظ انفجار مخزن ذخيرة، وسط الأحياء السكنية بمدينة مصراتة، قبل أيام، المخاوف من استمرار مخاطر مخلفات الحرب وتهديدها حياة الليبيين، رغم أن القتال توقف منذ أكثر من خمس سنوات.
وأصيب ستة عشر شخصاً بجروح طفيفة في الانفجار بمنطقة السكيرات، بحسب ما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ، فيما أظهرت مقاطع فيديو تصاعد ألسنة لهب وأعمدة دخان كثيفة بعدما هزت ثلاثة انفجارات متتالية الأحياء.
وبعد الحادث خرج مئات من المواطنين في تظاهرة كبيرة، طالبت بإخراج التشكيلات المسلحة ومخازن ذخائرها بعيداً عن مساكنهم، واعتبروا أن بقاء هذه المخازن داخل المناطق السكنية يضاعف المخاطر.
ورغم أن فرق هيئة السلامة الوطنية سيطرت على الحرائق بعدما توقفت الانفجارات، أعلن جهاز المباحث الجنائية انتشال قذائف وصواريخ تطايرت من الموقع، فيما شددت الأجهزة الأمنية على ضرورة أن يتعاون الأهالي في التبليغ عن أي أجسام مشبوهة، وشهدت الأيام الأولى من سبتمبر الجاري 4 وقائع مرتبطة بذخائر غير منفجرة.