نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصدر أمني في مديرية أمن أجدابيا، قوله إن جهات التحقيق بدأت، الاثنين، استجواب التشكيل العصابي المتهم باحتجاز وتعذيب المهاجرين للوقوف على أبعاد جريمة أفراده التي خلت من كل إنسانية، وكشف المتعاونين معهم من خارج ليبيا.
وأوضح المصدر الأمني، وفق تقرير للصحيفة، أن التشكيل، الذي وصفه بأنه خطير، يضم سودانيين، ومصرياً، وأربعة ليبيين.
وأضاف أن هذه الجريمة ستُسهل على الأجهزة الأمنية الوصول إلى جرائم أخرى مشابهة، مشيراً إلى توسيع عمليات المطاردة في شرق ليبيا لعصابات الاتجار بالبشر.
وكشفت مديرية أمن أجدابيا عن قضية قالت إنها تحمل في طياتها صورة من صور الإرهاب بأعمالها الوحشية وتصرفاتها القمعية، بعدما عرضت مقاطع مصورة مروعة لتشكيل عصابي وهو يعذب محتجزين.
وأوضحت أن الأجهزة الأمنية داهمت مزرعة كان يُحتجز فيها أكثر من مائة مهاجر غير شرعي من جنسيات مختلفة، ذكوراً وإناثاً، في دهاليز مظلمة ضيقة يصعب فيها التنفس.
وذكرت أنهم كانوا متكدسين بعضهم فوق بعض، وهم على أعتاب الموت، مبينة أن غالبية المحتجزين كانوا في حالة صحية سيئة جداً، ويعانون من العطش والألم والخوف والجوع.
كما كشفت أنها عثرت على بعضهم مكبلي الأيدي والأقدام وقد تعرضوا للجلد، وكانت أجسادهم تنزف دماً.
وبينت أن الغرض من احتجازهم كان إما بيعهم بالعملة الصعبة لتجار البشر الذين يديرون مراكب الموت وعمليات التهريب عبر البحر، أو تصويرهم وهم يتعرضون للجلد والتعذيب، ثم إرسال تلك المقاطع إلى ذويهم عبر تطبيقات التواصل لابتزازهم بطلب الفدية مقابل إطلاق سراحهم.
وفي السياق، تم اكتشاف في فبراير الماضي، مقبرة جماعية ضمت ما لا يقل عن 28 جثة شمال مدينة الجفرة، تعرض أصحابها للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية على يد عصابات التهريب.
وسبق ذلك العثور على 19 جثة في مقبرة أخرى بمنطقة أجخرة جنوب شرق البلاد ونسبت الواقعة إلى شبكة تهريب معروفة.
ويبلغ عدد المهاجرين المسجلين في ليبيا نحو 825 ألف شخص من 47 دولة حتى ديسمبر 2024، وفق بيانات أممية.