قال محلل أسواق الطاقة علي الفارسي، إن التقارب التركي مع الشرق يعكس وعياً متزايداً لدى أنقرة بأهمية هذه المنطقة، التي تحوي نحو 80% من الثروات النفطية والغازية المكتشفة وغير المكتشفة في ليبيا.
وأضاف الفارسي في تصريحات نقلها موقع العين الإماراتي، أن هذه المنطقة تعد مسرحاً لمشاريع بنى تحتية ضخمة ومبادرات استثمارية تقدر بمليارات الدولارات.
ورأى أن أنقرة اختارت التوقيت المناسب لتغيير نهجها في الملف الليبي، عبر تقليص دعمها للجماعات المسلحة في الغرب، والانفتاح على القيادة في الشرق.
وأكد أن أنقرة تدرك أهمية ترسيخ علاقاتها مع الشرق الليبي وحلفائه الإقليميين، وفي مقدمتهم مصر، لضمان دور محوري في إعادة صياغة ترتيبات شرق المتوسط، خاصة فيما يتعلق بملفات الطاقة والنقل البحري.
وأوضح أن تركيا تخطط على المدى الطويل للحصول على موطئ قدم دائم في المنطقة، عبر شراكات استراتيجية تعكس توازنات جديدة في الإقليم، وتكسر حدة الاستقطاب خلال السنوات الماضية”.
وتابع قائلا إن “تركيا تمتلك عقودًا قديمة مع النظام السابق، وتسعى اليوم لتفعيلها إلى جانب التوقيع على عقود جديدة، خاصة في مجالات الإسكان والري والزراعة”.
وزعم الفارسي أن صندوق الإعمار والتنمية -الذي يتمتع بعلاقات مع تركيا- يعمل على مشاريع في مختلف المدن الليبية بعيداً عن التجاذبات السياسية، ما ساعد في تعزيز الثقة بين أنقرة والشرق الليبي.
وتشهد العلاقات بين تركيا وشرق ليبيا، تحولا لافتا بعد سنوات من القطيعة التي خلفتها حرب طرابلس عام 2019.
وتسعى أنقرة إلى تعزيز تقاربها مع المنطقة الشرقية، عبر مسارات متعددة أبرزها التعاون العسكري والتفاهمات الاقتصادية والدبلوماسية.
وكشفت وزارة الدفاع التركية عن زيارات أجرتها 3 وفود عسكرية تقنية من شرق ليبيا إلى تركيا، خلال الفترة من 15 إلى 28 يونيو الماضي، شملت مقار قيادة ومؤسسات تدريبية عسكرية.
وتأتي هذه الزيارات في أعقاب زيارة رسمية أجراها صدام حفتر، إلى أنقرة في أبريل الماضي، تم خلالها توقيع تفاهمات أولية لتنظيم تدريبات ومناقشة شراء منظومات عسكرية تركية.