سلطت صحيفة الشرق الأوسط الضوء على مشاكل وأزمات السوريين المقيمين في ليبيا، والتي تتمثل بشكل أساسي في البطالة، والتعرض للخطف، ودفع فديات للميليشيات المسلحة، بالإضافة إلى ارتفاع الغرامات الواجب سدادها لمن يرغب في العودة إلى وطنه الآن وقد أصبح ذلك متاحاً.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أنه لا تتوفر في ليبيا إحصاءات رسمية بشأن أعداد الوافدين بالنظر إلى انقسام البلاد منذ عام 2014، لكن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين سبق أن أعلنت في عام 2020، أن هناك قرابة 14.500 لاجئ وطالب لجوء من سوريا في ليبيا.
وقال أحمد الفاخوري الذي وصل إلى ليبيا قبل 10 أعوام، ويقيم في طرابلس، ويعمل في أحد المطاعم مثل عديد من مواطنيه: فرضوا علينا غرامات لا يتصورها العقل؛ تقارب 1500 دولار للفرد. واشتكى الفاخوري من أنه لا يجد قوت يومه أحياناً، لقلة العمل، مطالباً السلطة السورية الجديدة بالتواصل مع الجهات الليبية لحل أزمتهم.
وبحسب التقرير، الفاخوري انتقل من مدينة درنة في أعقاب السيول التي ضربتها في أغسطس 2023، إلى طرابلس، وقال إنه رأى الموت بأم العين، واضطر إلى مغادرة درنة لعدم وجود بيت يؤويه: الآن نعيش في عناء، ونريد أن يصل صوتنا للعالم، ليعرف الجميع كيف يعيش السوريون في ليبيا. نريد المغادرة إلى بلادنا.
وأكدت الصحيفة أن النسيج السوري في ليبيا يضم الآلاف من الأطباء، والمهندسين، والدارسين في الجامعات، فضلاً عن عمال ينتشرون في الأسواق بحثاً عن لقمة عيش لأسرهم.
ولم يصدر عن وزارتَي العمل بحكومتَي الدبيبة وحماد أي تصريحات بخصوص فرض ضريبة مغادرة محددة على السوريين المقيمين بالبلاد، لكن شهادات من الجالية السورية تؤكد مطالبتهم بدفع رسوم مغادرة تُحسب بناءً على مدة إقامتهم.
وشجع سقوط نظام بشار الأسد، كثيرين على التفكير في العودة إلى بلدهم والخروج من سجن الغربة، كما يقولون، لكنهم اصطدموا بضرورة تسديد هذه الرسوم التي تمثل عبئاً مالياً كبيراً على الأفراد كما العائلات.
كما ناشد السوري زكريا سعدي السلطات في شرق ليبيا وغربها إلغاء ضريبة المغادرة، ليتسنى لمن يرغب من الجالية السورية في العودة أن يفعل ذلك.
سعدي تحدث عن المعاناة اليومية لأبناء بلده، وقال: من غير المعقول في ظل الظروف القاسية التي نعيشها، أن يُطلب من كل سوري هذه المبالغ كضريبة خروج من بلد لجأ إليه هرباً من الحرب.
ويرى أن هذه الضريبة تُعتبر عائقاً كبيراً أمام أي محاولة للعودة إلى الوطن، وتُشكّل عبئاً يفوق طاقتهم في ظل تردّي أوضاعهم المالية.
وأضاف أن غالبية السوريين في ليبيا هم من العائلات البسيطة التي لا تمتلك دخلاً ثابتاً، وبعضها مهدّد بالطرد أو الخطف أو الاستغلال؛ ما يجعل المغادرة خياراً مصيريا، متسائلاً: كيف يُطلب من المُهجَّر أن يدفع ثمن خروجه وكأنه سائح أو مقيم ميسور؟!
ووجّه سعدي رسالة إلى وزارة خارجية بلاده، لاتخاذ موقف رسمي بهذا الخصوص، ومطالبة الجانب الليبي بإعفاء السوريين من الرسوم، والعمل على تنظيم آلية عودتهم وتسهيلها، وحماية من لا يزال مضطراً للبقاء.
جانب آخر من العاناة، حيث تحدث عديد من السوريين في ليبيا عن تعرضهم لمشكلات كثيرة بسبب انتهاء الإقامات وجوازات السفر.
ونقلت وسائل إعلام سورية أن مراقبة التعليم في مدينة مصراتة منعت 100 تلميذ سوري من الالتحاق بالمدارس الحكومية؛ نظراً لانتهاء جوازات سفر أولياء أمورهم.