قال المحلل السياسي مصباح الورفلي، إن الهدنة بين التشكيلات المسلحة في طرابلس هي نتيجة انسداد سياسي وعسكري وانقسام مؤسساتي.
وأضاف الورفلي في تصريحات نقلها موقع الجزيرة القطري، أن الفوضى الحالية تعكس غياب دور رادع من البعثة الأممية، وأن الانقسامات داخل مجلس الأمن تعزز شعور بعض الأطراف بأنهم فوق المحاسبة.
وحذر من أن استمرار الوضع على هذا النحو سيؤدي إلى تقسيم تدريجي للبلاد، وعودة الفوضى والنهب، وتوسّع الفساد، وانهيار ما تبقى من مؤسسات الدولة.
ولا تزال الأوضاع الأمنية هشة في العاصمة طرابلس، وسط تصاعد التحذيرات من الانزلاق إلى موجة جديدة من التوتر والعنف بين المليشيات المتحكمة في المشهد.
ويستمر هذا الوضع في وقت قدمت فيه المبعوثة الأممية هانا تيتيه إحاطة شاملة أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، حول تطورات الوضع في ليبيا، حيث ركزت بشكل خاص على الوضع الأمني المتأزم في العاصمة، وحالة الجمود السياسي التي تُعيق الوصول لحل شامل.
وأعربت تيتيه في كلمتها، عن قلق البعثة الأممية إزاء التصعيد المتكرر في طرابلس، مؤكدة أن استمرار الانقسام السياسي والتضارب في الولاءات الأمنية يُهددان فرص السلام.
وشددت على أن معالجة الأزمة الليبية لا يمكن أن تتحقق دون مؤسسات موحدة، وسلطة مدنية فاعلة قادرة على احتواء الفوضى المسلحة، وإنهاء ظاهرة المجموعات غير النظامية.
وأكدت المبعوثة الأممية، أن الوضع الأمني في طرابلس لا يمكن التنبؤ به، واصفة الهدنة بالهشة.
وأضافت “يرغب الليبيون بعملية سياسية تمنحهم فرصة الانتخاب، وإنتاج حكومة ذات ولاية واضحة، تعد بتقديم خارطة طريق بمدة زمنية محددة، وعملية سياسية تحقق مطالب الليبيين بإنهاء المراحل الانتقالية في السلطة”.
ورغم أن الهدنة صامدة في ظاهرها -حتى الآن- فإن الوقائع على الأرض تكشف أنها تقف على حافة الانهيار في أي لحظة. والمطلوب -كما أجمع الخبراء- هو حل سياسي شامل، وسلطة أمنية موحدة، ومجتمع دولي جاد في فرض الاستقرار.