أفادت صحيفة العرب اللندنية بأن عبدالحميد الدبيبة لا يزال يراهن على تيار الإسلام السياسي الممثل خصوصا في شخص المفتي المعزول الصادق الغرياني للبقاء في منصبه، وسط تلويح خليفة حفتر بالتحرك في الوقت المناسب.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أن الدبيبة يواصل دعم تحالفاته مع تيار الإسلام السياسي، حيث قالت مصادر من مصراتة، إن الدبيبة قرر تعيين رئيس الحكومة الأسبق عمر الحاسي مستشارا خاصا له.
والحاسي من مواليد عام 1949 بالجبل الأخضر، يتحدر من قبيلة الحاسة المنتشرة في مدينة سوسة وشحات في الشرق الليبي، يعتبر من أبرز قيادات الجماعة الإسلامية المقاتلة (الجناح الليبي لتنظيم القاعدة).
وثبت تورط الحاسي في العمليات الإرهابية وكان من بين الإرهابيين المعتقلين في سجن أبو سليم بطرابلس، وعرف بعد أحداث 17 فبراير 2011 من خلال ظهوره على القنوات الفضائية، وعمل أستاذا لمادة العلوم السياسية في جامعة بنغازي.
واختارته منظومة فجر ليبيا لتولي منصب رئيس حكومة الإنقاذ في طرابلس خلال الفترة من 6 سبتمبر 2014 حتى 31 مارس 2015، حيث عرف بدعمه القوي لمجلس شورى ثوار بنغازي، وقاداته، وعلى رأسهم وسام بن حميد.
وفي 1 ديسمبر 2016، أعلن الحاسي عن تشكيل المجلس الأعلى للثورة، الذي ادعى البعض أنه هيئة تنفيذية موازية، وكانت له أهداف عدة، إلى أن جاء تعيينه مستشارا للدبيبة ليشير إلى طبيعة التحالفات بين الأخير وتيار الإسلام السياسي، ومحاولته الاستقواء بالجماعات الدينية في مواجهة غضب الشارع وفي ضمان البقاء في سدة الحكم سنوات أخرى.
ورغم محاولة نفي الخبر، إلا أن هناك من المراقبين، من يرى أن قرار الدبيبة تعيين الحاسي مستشارا له، يأتي في سياق التحالفات والتوازنات السياسية الجديدة ومحاولة اللعب علي الاستقطاب القبلي والجهوي والمناطقي، ومحاولة استغلال تيار الإسلام السياسي المتشدد في السيطرة على الشارع المنتفض والتحريض على مؤسسات المنطقة الشرقية، وفقا للتقرير.
وأكد المراقبون أن الدبيبة على اتصال بقيادات تيار الإسلام السياسي، وهو الذي عرض مؤخرا على الرئيس السابق للجماعة المقاتلة عبدالحكيم بالحاج العودة إلى طرابلس بعد سنوات إقامته في تركيا حيث يدير استثماراته الضخمة الموزعة على أكثر من دولة أوروبية وأفريقية وآسيوية.
وفي وقت سابق، اعتبر الصادق الغرياني أن حكومة الدبيبة أقل الأجسام السياسية في ليبيا ضررا، وأن مخرجات اللجنة الاستشارية “هراء وفساد”.
ونقل التقرير عن مراقبين، قولهم إن من بين أبرز دوافع الحرب المعلنة على جهاز الردع العمل على السيطرة على سجن معيتيقة للاستقواء لاحقا بالسجناء من المتشددين داخله.
واعتبر عضو دار الإفتاء عبدالله الجعيدي، أن المطلب بسيط وواضح وهو تسليم كارة لسجن الردع، بحسب تعبيره، وقال: ما سر تمسك عبدالرؤوف كارة بإدارة سجن يضم أكثر من خمسة آلاف سجين بحسب تقرير المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية؟