أفاد موقع العربي الجديد القطري بأن خليفة حفتر يُقدّم مفاهيم جديدة في قواعد اللعبة السياسية، بعيدة عن منطق الشرعية أو الإجماع الشعبي
وأوضح الموقع في تقرير له، أن الأزمة السياسية الليبية يكثر بها استخدام مفهوم “رفض المغادرة” من خلال عراقيل يزرعها القائمون في السلطة أمام جهود استبدالهم بغيرهم، خصوصاً الانتخابات.
وأضاف أنه منذ أمسك حفتر بزمام الوضع في شرق ليبيا وتمدد إلى الجنوب بقوة السلاح ولغة العنف، ويسعى إلى ترسيخ وجوده “رقماً صعباً” لا يُمكن تجاوزه، لا بمشروع سياسي واضح، ولا بشعبية تُحسب له.
كما ذكر أن حفتر، طوّر مشروعا أكثر تعقيداً من خلال تحويل مفهوم “رفض المغادرة” إلى فلسفة “بقاء” تتجاوز عمر الفرد لتمتد إلى جيل آخر، عبر توزيع الأدوار والمهام على أولاده.
وأكد العربي الجديد أن حفتر يكتب فصلاً جديداً في سردية الحكم العائلي الذي لطالما سعت إليه الكثير من الأنظمة الديكتاتورية، مبينا أن ظهور أبنائه في المشهد العام ليس بجديد، لكن الجديد هو الطريقة التي وزع فيها حفتر الأدوار بين أبنائه.
وواصل بأن حفتر، كأنه يبني نظاماً موازياً قائماً على تعددية مصطنعة تخدم هدفاً واحداً، وهو ضمان بقاء العائلة في قلب السلطة، بغضّ النظر عن التحوّلات السياسية في المشهد.
وأكمل: بينما منح حفتر ابنه صدام قيادة القوات البرية، يتحرك بلقاسم في دائرة المال والإعمار، والصديق في ملف المصالحة الوطنية، وخالد قائداً للأجهزة الأمنية.
وبين التقرير أن هذه التوزيعة تشبه تقسيم إرث يضمن عدم تفتته، حين يصبح كل ابن مسؤولاً عن جانب في السلطة العائلية، من دون أن يتمكن أحدهم من التغوّل على الآخر.
وأردف بأن حفتر، الذي تجاوز الثمانين عاماً، بدأ يتراجع تدريجياً عن الواجهة لصالح أبنائه الذين تحوّلوا إلى وكلاء فعليين لمشروعه.
واعتبر أن زيارة صدام الأخيرة إلى واشنطن بصفته “مبعوثاً” عن والده، أضافت جديداً يحمل رسالة للمجتمع الدولي للمطالبة بالاعتراف بشرعيته، والإعلان الضمني بأن العائلة باتت تمتلك أدوات التأثير في المسار الليبي.
ورأى أن مشروع حفتر لا يختلف عن محاولات توريث السلطة التي عرفتها أنظمة عربية سابقة، لكن الجديد كما يبدو هي محاولة حفتر الاستفادة من دروس أسلافه.
واستطرد: بدلاً من الاعتماد على ابنٍ واحد قد يفشل، اعتمد حفتر على شبكة التعددية، لكن ما لا يدركه أن هذه الشبكة أيضاً قد تفشل بسبب التنافس الخفي بين أولاده.