رأى طارق لملوم، الناشط في ملف الهجرة غير الشرعية، أن الانخفاض الظاهري في تدفقات الهجرة غير النظامية إلى ليبيا يعود إلى عدة عوامل، أبرزها الحملات الأمنية التي تستهدف هذه الظاهرة.
وأوضح لملوم، في تصريحات تلفزيونية لقناة “ليبيا الأحرار”، أن المهاجرين غير الشرعيين يلجأون إلى الاختباء في مخازن منتشرة بمناطق مختلفة من ليبيا، سواء في مدن المنطقة الغربية مثل صبراتة والزاوية، أو في المنطقة الشرقية.
وأكد الناشط أن خروج هؤلاء المهاجرين من مخابئهم مرهون بالتنسيق مع شبكات تهريب البشر، وهو ما يعطي انطباعًا خاطئًا بانخفاض أعدادهم على غير الحقيقة.
كما سلط لملوم الضوء على مشكلة أخرى تتعلق بتعامل السلطات الليبية مع المهاجرين، مشيرًا إلى أن ليبيا لا تعترف رسميًا بطالبي اللجوء.
وأضاف أن حكومة الدبيبة تحديدًا لا تعترف بالسودانيين كطالبي لجوء وتقوم باحتجازهم.
وفي سياق متصل، انتقد لملوم الدور الذي يمارسه الاتحاد الأوروبي في تعامله مع ملف الهجرة غير الشرعية في ليبيا، واصفًا إياه بـ”غير الأخلاقي”.
وأكد أن اهتمام الاتحاد الأوروبي ينصب بشكل أساسي على منع المهاجرين من العبور إلى دوله.
واستشهد بالتصريحات الأخيرة لمدير وكالة فرونتكس، التي أشار فيها إلى أنه لا يرغب في إعادة المهاجرين إلى ليبيا، لكنه يعتبر ذلك أفضل من مواجهة الموت غرقًا في البحر.
إلى ذلك، أظهرت بيانات حديثة لمركز الهجرة المختلطة، التابع لوكالة الأمم المتحدة للهجرة، انخفاضاً في أعداد المهاجرين الذين انطلقوا من ليبيا نحو سواحل أوروبا بنسبة 25% خلال الربع الأول من عام 2025.
ومع ذلك، سجل التقرير زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين غير النظاميين واللاجئين المقيمين داخل ليبيا، حيث وصل نحو 9,168 مهاجراً إلى إيطاليا منذ بداية العام 2025 وحتى نهاية مارس، حيث انطلق 93% منهم (أي حوالي 8,500 مهاجر) من السواحل الليبية.