في قلب منطقة تادرارت أكاكوس، المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي لما تحمله من قيمة تاريخية فريدة، يرسم تقرير لقناة بي بي سي البريطانية صورة قاتمة للواقع التعليمي الذي يعيشه سكان هذه البقعة الغنية بالتاريخ، والفقيرة في الخدمات الأساسية.
وبينما تتألق جبالها برسومات صخرية تحكي قصصًا من عصور غابرة، يكشف التقرير عن حرمان يطال أبناء هذه الأرض، حيث يعانون من عزلة وانقطاع في أبسط مقومات الحياة الكريمة، وعلى رأسها الحق في تعليم لائق.
وعبر شهادات حية لمعلم وسكان محليين، تتكشف معوقات جمة تقف حائلاً دون تحقيق طموحات جيل يتوق للمعرفة، لتطرح تساؤلات ملحة حول مسؤولية الدولة تجاه مناطقها النائية وثرواتها البشرية.
والتقت القناة بالمعلم بشير الجراي، الذي أوضح أن الطلاب الذين يقطنون المنطقة لديهم رغبة كبيرة في التعلم، إلا أن هناك عدة معوقات لها تداعيات سلبية على العملية التعليمية هناك، منها عدم وجود شبكة مواصلات تنقل المعلمين إلى المنطقة، ما يترتب عليه عدم تواجد المعلمين بصورة دائمة في تلك المنطقة.
وأشار إلى عدم وجود وسائل الترفيه والتعليم الحديثة التي تحفز الطلاب على استكمال دراستهم، وأن الاهتمام منصب فقط على تعليم الصغار رعي الأغنام والسير في المناطق الصحراوية.
وناشد الدولة الليبية الاهتمام بالمناطق النائية فيما يتعلق بالتعليم، وبناء المدارس وتوفير المدرسين لهذه المناطق.
واستطلعت القناة، رأي أحد السكان ويدعى إبراهيم المختار، الذي أشار إلى بُعد المسافات بين المعلمين والمدارس، وكذلك عدم وجود طرق ممهدة تسمح بانتقال المدرسين بسهولة، ما يعوق انتظام العملية التعليمية رغم رغبة الصغار القوية في التعلم.