تناولت إندبندنت عربية محاولة اغتيال عادل جمعة وزير شؤون حكومة الدبيبة، أمس الأربعاء، أثناء استقلاله سيارته على الطريق السريع في العاصمة طرابلس، موضحة أنها أعادت شبح الاغتيالات السياسية إلى أذهان الليبيين.
وتعرضت سيارة جمعة لإطلاق نار بعدد 14 رصاصة استقرت اثنتان منهما في إحدى قدميه لينقل على إثرها إلى مستشفى “أبوسليم” للحوادث في طرابلس، قبل أن يغادر فجر اليوم الخميس، إلى إيطاليا لاستكمال العلاج هناك.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى اغتيالات سياسية سابقاً شهدتها طرابلس، كان آخرها عبدالرحمن ميلاد الملقب بـ”البيدجا“، وهو آمر معسكر الأكاديمية البحرية الحربية، بالرصاص داخل سيارته في سبتمبر عام 2024.
وسبقتها محاولة اغتيال رئيس هيئة السلامة الوطنية عبدالمجيد مليقطة عبر سيارة مفخخة في فبراير 2022، مما أسفر عن إصابته بجروح خطرة، إضافة إلى محاولات اغتيال عبدالحميد الدبيبة في يونيو 2022.
ولفت التقرير إلى إدانة حكومة الدبيبة محاولة الاغتيال التي طاولت جمعة من قبل مجموعة مسلحة وصفتها بـ”المجهولة”، وقالت في بيان لها إن الأجهزة الأمنية المختصة باشرت على الفور تحقيقاتها المكثفة للكشف عن ملابسات الحادثة وتعقب الجناة.
كما عبرت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد لدى ليبيا عن قلقها تجاه محاولة اغتيال جمعة، ودعا البيان الصادر عن البعثة، السلطات المختصة إلى إجراء تحقيق سريع وشفاف وشامل في هذه الحادثة وضمان تحديد هوية المسؤولين عنها وتقديمهم إلى العدالة.
وأدانت البعثة الأممية محاولة الاغتيال، داعية إلى فتح تحقيق سريع يضمن تقديم الجناة إلى العدالة، ومشددة على أنه لا يوجد أي مبرر لاستخدام العنف ضد المسؤولين الحكوميين أو أي مدنيين آخرين، فهذه الاعتداءات تقوض الاستقرار والأمن في طرابلس وعموم البلاد.
ووفقا للتقرير، يتخوف حقوقيون من غرق العاصمة طرابلس في مستنقع الصراعات والاغتيالات مع سيطرة المجموعات المسلحة وانتشار السلاح المقدر بـ29 مليون قطعة خارج الأطر القانونية، وفق تقديرات أممية.
وقال عضو مجلس الدولة الاستشاري عادل كرموس، إن الإفلات من العقاب هو السبب الرئيس في تنامي ظاهرة الاغتيالات، منوهاً إلى أن هذا النزيف لن يتوقف إلا بذهاب البلد نحو توحيد السلطة التنفيذية تحت حكومة واحدة تبسط سيطرتها على كامل أراضيه.
وأفاد بأن الوضع الأمني الهش في كل ليبيا شرقاً وغرباً وجنوباً يدعو إلى القلق والخوف بسبب الانفلات الأمني وعدم سيطرة الدولة على السلاح وانتشاره بصورة واسعة.
فيما قال الحقوقي في المنظمة الليبية لحقوق الإنسان جابر أبو عجيلة، إن محاولة اغتيال جمعة لا تحمل بصمات أي تنظيم من التنظيمات المتطرفة لأنه لو كان الأمر كذلك لما نجا من عملية الاغتيال.
وأوضح أنها مجرد محاولة لخلط الأوراق فقط، خصوصاً أن طرابلس تشهد منذ مدة استقراراً أمنياً، ومن المرجح أن من يقف وراءها مجموعة عبثية هدفها تصفية حسابات شخصية، على حد تعبيره.
وبخصوص إمكان عودة الاغتيالات السياسية العشوائية، استبعد ذلك، قائلا إن المجتمع الدولي منكب على العملية السياسية، ولن يسمح بذهاب طرابلس في هذا الاتجاه باعتبارها الحاضنة لجميع البعثات الأجنبية.