سلطت صحيفة العرب اللندنية الضوء على تراجع السياحة في ليبيا بسبب الصراع السياسي الذي تشهده البلاد منذ أحداث فبراير 2011.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أنه رغم امتلاكها كل عوامل الجذب الطبيعي، الشواطئ الطويلة والمساحة الشاسعة والطبيعة المتنوعة والتاريخ القديم، إلا أن ثقافة السياحة تأخرت في ليبيا.

وأفاد التقرير بأن ليبيا حققت سنة 2009 المركز السادس عالميا في الاستثمار السياحي بـ14 مليار دولار موزعة على 77 مرفقا سياحيا.

البدايات في مطلع الستينات كانت مشجعة، وفق رأي مدير مركز المعلومات بوزارة السياحة، أسامة الخبولي، ولعل وجود جاليات أجنبية حينها ساعد في تقبل الأجانب وتوسيع آفاق الدعاية.

ونقل التقرير عن أحد الليبيين قوله إن عوامل الجذب السياحي في ليبيا، يتمثل في التنوع الجيولوجي والبيئي، بعذرية رمالها وعلو جبالها ونقاء واحاتها. بأصالة مدنها مثل غدامس ثالث مدن العالم المأهولة قدما، ونقوش الليبيين التي تزيد عن 10 آلاف سنة وتعد أحد أقدم آثار البشر .

ووفق مركز المعلومات، فقد شكلت فترة ما بعد 2004 ذروة النشاط، بأرباح سنوية ناهزت المليار دولار، ومعدّل زيارات يفوق 150 ألف سائح، وفّروا ربع مليون وظيفة ثابتة ومؤقتة، هذا فضلا عن تنشيط الأسواق عامة.

وتبدأ رحلة السياح عادة من طرابلس ومدينتها القديمة وبعض معالمها وأسواقها وشواطئها، ثم المدن الفينيقية والإغريقية والرومانية في صبراتة ولبدة وشحَّات، وبعدها الصحراء حيث المغامرة والاستكشاف.

ويرى المرشد السياحي السابق وصانع المحتوى طه الجَوَّاشي، أن أهم ما يميز ليبيا موقعها الجغرافي القريب لأوروبا والأسواق السياحية.

وأضاف: يبدو أن التاريخ المشترك جعل الإيطاليين الأكثر رغبة في زيارة ليبيا، هذا بخلاف الفرنسيين وكل دول حوض المتوسط. وتؤكد الشواهد أن العامل الأمني كان الأكثر جذبا للسياح.

بالإضافة إلى السياحة الفندقية تتنوع النشاطات، فهناك المجموعات السياحية الشبابية والعائلية والاحتفالات والكرنفالات والسباقات، كما كان الأمن الجاذب الأول صار لاحقا أكبر المُنَفِّرين.

ودخلت البلاد في نفق من التخبط والانقسام السياسي والتدهور الأمني والاقتصادي بعد أحداث فبراير 2011، ولم يحل عام 2014 حتى دخلت البلاد في أتون حرب أهلية أفزعت حتى السفارات ودفعتها خارجا، فما بالك بالسياح.

وبحسب التقرير، ربما لم يعد الليبيون يأبهون، ولهذا تراهم يتنزهون على طول البلاد رغم الخروقات الأمنية، مثلما حدث صيف العام 2024 مع نزلاء قرية سمر لاند قرب طرابلس.

Shares: