أفاد موقع داسك روسي الفرنسي بأن الجيش الروسي يستعد لإخلاء القاعدتين الرئيسيتين لديه في سوريا، وهما القاعدة الجوية في احميميم والبحرية في طرطوس، ما يستدعي الاهتمام بالوجود الروسي في شواطئ خليج سرت داخل ليبيا.
وأشار الموقع في تقرير له، إلى تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الملف الليبي مستغلا قلة حماس الغرب وعدم اليقين بشأن توجهات السياسة الخارجية لإدارة دونالد ترامب الأولى.
وذكر أن التحالف بين موسكو وخليفة حفتر جعل من روسيا لاعبا رئيسيا في العملية السياسية الليبية، مبينا أن النشاط الروسي في الشرق الليبي كان جزءا من مشروع جيوسياسي أوسع بكثير، وهو مشروع أفريقي – متوسطي لا يزال قائما.
وأوضح أن الروس وحفتر سيواجهون تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان باعتباره العقبة الوحيدة أمامهم في ليبيا، لافتا إلى تدخل أنقرة في حرب طرابلس حين أرسلت تركيا مركبات مدرعة وطائرات بدون طيار لدعم حكومة الوفاق السابقة، مما ساعد على وقف الهجوم وقتها.
وبين أن التدخل التركي جاء بعد توقيع أنقرة وحكومة الوفاق مذكرتي تفاهم بشأن التعاون الأمني وترسيم الحدود البحرية، وبذلك فتحت قواعد ليبية أمام الجيش التركي، فضلا عن إرسال مستشارين ومدربين عسكريين إلى الحكومة في طرابلس.
ووفقا للتقرير، سمح الانخراط العسكري التركي القوي، لحكومة الوفاق بالانتصار في تلك المواجهة، وانسحبت قوات حفتر والمرتزقة الروس من طرابلس، وبقيت البلاد تحت سيطرة نوع من السيادة التركية الروسية المشتركة.
وأضاف الموقع الفرنسي أنه منذ ذلك الحين، ترسخ الوجود العسكري التركي في طرابلس، ما يدعم العمل الدبلوماسي لأنقرة وطموحاتها في البحر الأبيض المتوسط وحتى المغرب العربي.
ورأى الموقع أن سقوط نظام الأسد يجدد بشكل عميق التغييرات الجيوسياسية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث ظهرت أنقرة على أنها الفائز في سوريا، بينما تسعى روسيا إلى تعويض خسائرها على الساحة السورية في شرق وجنوب ليبيا.
واسترسل بأن روسيا وتركيا تعملان على تطوير شكل فعال من التعاون في الصراع، وقد أظهر البلدان بالفعل قدرتهما على الاتفاق على استبعاد الغربيين والمضي قدماً في تقاسم الكعكة في ليبيا كما في سوريا والقوقاز، وفقا للتقرير.
وختم الموقع الفرنسي بأن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين، الذين يشعرون بالقلق بشأن جناحهم الجنوبي لا يمكنهم التنازل عن مصالحهم الاستراتيجية في ليبيا والجزء الأوسط من البحر الأبيض المتوسط لتركيا.