لطالما سعى بعض المنتفعين لاستغلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، التي كانت انتصارا للعرب جميعا، بهدف خدمة أغراض شخصية، فحاولوا التزين بأوسمة لم ينالوها.

من بين هؤلاء، خليفة حفتر الذي زعم زوراً حصوله على وسام “نجمة العبور”، مدعياً أنه وسام يمثل أسمى مراتب التكريم العسكري في مصر.

لكن وبعد دراسة متأنية للأوسمة العسكرية المصرية الممنوحة بعد حرب أكتوبر، وتدقيق القوائم الرسمية، تبين بشكل قاطع عدم وجود وسام بهذا الاسم.

أما الوسام الذي مُنح للقادة والجنود المشاركين في الحرب هو “نجمة سيناء“، وهو وسام عسكري رفيع المستوى.

ولم تتضمن قائمة الحاصلين على نجمة سيناء اسم خليفة حفتر، إذ تشير القائمة الكاملة التي نشرت بأسماء الحاصلين على هذا الوسام، إلى عدم ورود اسم حفتر فيها.

وبالبحث والتدقيق تبين أن هناك شروطا صارمة لمنح وسام نجمة سيناء، وهي لا تنطبق على حالة حفتر.

وتتجمع خيوط التاريخ لتنسج فخرا ليبيا بمشاركة بعض القوات الليبية في حرب أكتوبر، ولكن الدور القيادي كان من نصيب قادة آخرين، تم تكريمهم بالأوسمة المصرية.

أما حفتر، فكان قائد إحدى الكتائب، ولم يكن المسؤول الأعلى عن القوات الليبية المشاركة.

وبحسب الوثائق العسكرية التي اعتمدنا عليها في كتابة هذا التقرير ومنها مذكرات القائد المصري لحرب أكتوبر الفريق سعدالدين الشاذلي، فإن قائد القوات الليبية وقتها بوبكر يونس جابر، هو الليبي الوحيد الذي تم تكريمه بشكل رسمي.

وكُرم بوبكر يونس خلال حفل تكريم القادة العسكريين والوحدات العسكرية المشاركة في الحرب، وحصل على وسام الشرف، كما تم تكريم الوحدات العسكرية الليبية بصفتها العسكرية وليس أفرادها.

وبالعودة إلى مزاعم حفتر، تؤكد التحليلات العسكرية أن الدور الذي لعبه في الحرب لا يبرر منحه مثل هذا الوسام الرفيع.

فيما يؤكد محللون عسكريون أن حفتر يحاول استغلال المشاعر القومية العربية لدى الليبيين والعرب بشكل عام، من خلال ربط نفسه بانتصار حرب أكتوبر، وأن ادعاءه الحصول على وسام نجمة العبور زائف ولا أساس له من الصحة.

ويوضح المحللون العسكريون أنه يمثل محاولة لتضليل الرأي العام، والاستفادة من رمزية حرب أكتوبر لتحقيق مكاسب سياسية.

Shares: