قال المحلل العسكري عادل عبد الكافي، إن الخطوات الفعلية لإنشاء الفيلق الروسي الإفريقي بدأت بعد اغتيال مؤسس “فاغنر” يفغيني بريغوجين في أغسطس الماضي، حيث اتخذت وزارة الدفاع الروسية خطوات للتفاهم مع خليفة حفتر بشأن التعامل مع القيادات الجديدة لفاغنر.
وأضاف عبد الكافي في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول التركية، أن الدفاع الروسية اتخذت خطوات أخرى لإنشاء الفيلق، بينها أن تكون ليبيا مركزه الرئيس، وتم التفاهم مع حفتر خلال زيارات يونس إيفكوروف نائب وزير الدفاع الروسي المتكررة إلى بنغازي.
وأوضح أن الفيلق يضم عناصر روسية وسورية وإفريقية؛ نظرا للمهام التي ستوكل إليه، وهي مزيد من التغلغل في إفريقيا تحت مسميات، بينها حماية مواقع البترول والذهب التي استطاعت فاغنر الوصول إليها.
وتابع: من مهام الفيلق أيضا، تزويد مجموعات من المتمردين داخل الدول الإفريقية بالأسلحة لدعم عمليات التمرد؛ فروسيا انتهجت سياسة الحرب الهجينة على مستويات منها دعم المجموعات المتمردة والانفصالية.
وأكد أن نواة الفيلق هي مجموعات فاغنر، وتم إدماج عناصر منها قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، بالإضافة إلى مزيد من العناصر، قائلا: نحن نتحدث عن قوة لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل، إذ يتكون من فرقتين إلى خمس فرق حسب القدرات القتالية وحجم العناصر.
وذكر عبد الكافي أن روسيا لديها الإمكانية لتجنيد مزيد من العناصر، واستراتيجية واضحة وهي التغلغل في إفريقيا والإطاحة بأنظمة كانت موالية للولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، إذ تسعى إلى إقامة أنظمة أخرى عير دعم عمليات التمرد والانفصال.
وأفاد بأن روسيا يعنيها التواجد في ليبيا لارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لإيصال الإمدادات العسكرية والعناصر التابعة للفيلق إلى الدول الإفريقية الأخرى.
واسترسل بأن ليبيا ممر رئيس، خاصة في ظل تقارير أكدت اتجاه روسيا لإنشاء قاعدة بحرية في مدينة طبرق لتكون نقطة تمركز، لتسهيل وصول البوارج والقطع البحرية المحملة بالأسلحة والعتاد ومنظومات الدفاع الجوي.
وبعد إنشاء القاعدة البحرية، بحسب عبد الكافي، سيتم الدفع بكل الإمدادات إلى الوسط الليبي الذي أصبحت روسيا تهيمن عليه بشكل كبير من خلال تمركزها في قاعدة الجفرة وبعض القواعد والمهابط الترابية في وسط وجنوبي ليبيا.
وحذر من أن تواجد الفيلق في ليبيا يشكل مخاطر على دول الجوار؛ فليبيا ستتحول إلى قاعدة انطلاق باتجاه هذه الدول والدفع بالمعدات والأسلحة نحو الدول الإفريقية، مؤكدا أن روسيا تعمل على هذه الاستراتيجية بقوة.
وختم قائلا: بتواجده داخل ليبيا، سيكون للفيلق تأثير محتمل على الانتخابات المرتقبة ودعم عمليات التمرد، وهو المشهد السائد عبر دعم روسيا لتمرد حفتر.