سخر دانييل هايلي الضابط في الجيش الأمريكي، من شماتة وزيرة خارجية بلاده السابقة هيلاري كلينتون عقب اغتيال العقيد الراحل معمر القذافي وقولها “لقد أتينا، ورأينا، لقد مات”، قائلا: “لقد أتينا، ورأينا، وفشلنا”.
وقال هايلي في مقال له بمنصة “الدبلوماسية الحديثة” البلغارية، إن ليبيا انحدرت إلى عصر فلينتستون بعدو رحيل العقيد معمر القذافي، مؤكدا أنه بعد 14 عامًا لم تتمكن ليبيا من التعافي، وتظل شهادة مؤلمة على العواقب الكارثية للتدخل العسكري في أفريقيا.
وأضاف أن ليبيا في عهد العقيد القذافي، تمتعت بالاستقرار والأمن والازدهار، وبعد 14 عاما من إسقاطه لم تتمكن من إنشاء سلطة مركزية لاستعادة مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية، مبينا أن تغيير النظام من قبل القوى الخارجية يؤدي إلى ولادة الفوضى بدلاً من الاستقرار.
وأوضح أن المتمردين في ليبيا لم يُطيحوا بمعمر القذافي، بل التدخل العسكري لحلف الناتو وخاصة فرض منطقة حظر جوي وتوجيه ضربات دقيقة للبنية التحتية العسكرية الليبية.
وذكر أن الحملة الجوية لحلف الناتو أدت إلى تفكيك دفاعات ليبيا وتسهيل انهيار النظام، مضيفا أنه كان من غير المرجح أن ينجح “المتمردون” في تحقيق أهدافهم لولا الدعم المباشر السري على الأرض من وحدات متخصصة ترشد عملياتهم.
وبين أن ليبيا أصبحت بمثابة صومال الشمال، حيث تهيمن حالة انعدام الأمن وعدم اليقين، وتسيطر جهات غير حكومية على المؤسسات الاستراتيجية، في حين يفتقر النظام المركزي إلى الشرعية واحتكار العنف.
وأكد أنه منذ رحيل العقيد القذافي، انحدرت ليبيا إلى دولة فاشلة، وانضمت إلى صفوف الصومال، ومؤخرا السودان.
وأشار إلى وجود فصيلين متنافسين يتقاتل كل منهما مدعوما ومسلحا من قِبَل قوى أجنبية، على السيطرة على البلاد، ليس لتعزيز الديمقراطية أو الحرية أو الاستقرار أو الأمن، ولكن لاستغلال الموارد الطبيعية في ليبيا.
بالنسبة للولايات المتحدة، قال إن التدخل في ليبيا كان بمثابة فشل استراتيجي، وكان قرار واشنطن “بالقيادة من الخلف” يعكس افتقارها لاستراتيجية واضحة وعدم كفاية المبررات للعمل العسكري.
واسترسل الضابط الأمريكي أن العملية العسكرية لم تخدم المصالح الوطنية لبلاده في المنطقة، ولا تزال هناك أسئلة لم يتم حلها بعد مرور 14 عامًا فيما يتعلق بتدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا.
وتساءل: هل كان التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي عام 2011 للإطاحة بالقذافي مبرَرًا أخلاقيا أم كان غير عادل، وهل حظي بموافقة الاتحاد الأفريقي؟
وأكمل: ما هي الأهداف الاستراتيجية للتدخل؟ هل كانت محددة بوضوح، وهل حصد الشعب الليبي في نهاية المطاف فوائد ما وُصف بأنه تدخل إنساني “خيري”، أم كان مجرد تغيير للنظام متخفياً، وتركهم يتصارعون مع العواقب؟
وتابع قائلا: الإجابة على هذه الأسئلة بالكامل غير ممكنة إلا من قبل الليبيين، الذين عاشوا القصف، وتداعياته الفوضوية.
وواصل: هؤلاء وجهات نظرهم تحمل وزناً أكبر من الأكاديميين، والسياسيين، أو القادة العسكريين الذين يحللون من راحة الغرب، ويتناولون القهوة باللاتيه خلال الأسبوع والمارتيني في عطلة نهاية الأسبوع.
واستطرد بقوله: هؤلاء يحللون الوضع في ليبيا بعيداً كل البعد عن الحقائق القاسية في دولة تعيش حالة من الفوضى منذ 14 عاماً.
وختم قائلا: ألحق تدخل حلف الناتو ضررًا بالغًا بسمعة المنظمة وقوض شرعية التدخل الإنساني.