أفادت صحيفة نيويورك تايمز بقيام ما لا يقل عن أربع طائرات شحن روسية من طراز إيل-76 برحلات من موسكو أو مينسك إلى بنغازي، في شرق ليبيا، والعودة منذ يوم الخميس الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري في قاعدة الخادم الجوية بشرق ليبيا، قوله إن نصف دزينة من الطائرات الروسية – بعضها قادم من روسيا وبعضها من سوريا – وصلت محملة بمعدات عسكرية منذ 8 ديسمبر، بعد سقوط نظام بشار الأسد.

ووفق تقرير الصحيفة، فإن سجلات الرحلات الجوية المتاحة تظهر حركة مرور أثقل من المعتاد في الأسبوع الماضي بين روسيا أو بيلاروسيا والشرق الليبي، الذي يسيطر عليه خليفة حفتر المدعوم من الكرملين.

وأوضح أن القواعد الروسية في غرب سوريا – قاعدة بحرية رئيسية وقاعدة جوية – كانت حاسمة لقدرتها على فرض قوتها في الشرق الأوسط، وتتفاوض موسكو مع قادة سوريا الجدد للاحتفاظ بقواعدها هناك، ولكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وقال تقرير نشره مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد أميركان إنتربرايز يوم الخميس، إن الرحلات الجوية إلى ليبيا “من المرجح أن تضع الظروف لروسيا لتخفيف أو استبدال اعتمادها على قواعدها السورية من خلال ترقية المواقع الروسية في ليبيا”.

وبحسب تقرير نيويورك تايمز، قال الضابط الليبي والذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة معلومات عسكرية حساسة، إن الرحلات الجوية الروسية وصلت دون سابق إنذار، حيث تم إبلاغ القاعدة الجوية التي هبطت فيها فقط عندما كانت في الجو بالفعل.

وأكد الضابط أنه بالإضافة إلى ذلك، في اليوم الذي سقط فيه نظام بشار في سوريا، هبطت عدة طائرات مدنية قادمة من دمشق في بنغازي.

وأشار التقرير إلى إدانة عبد الحميد الدبيبة، يوم الخميس تحركات روسيا، قائلاً إن نقل المزيد من الأسلحة إلى ليبيا يشكل “تهديدًا حقيقيًا للسلام والأمن في البلاد”، مبينا أنه ليس لديه سيطرة على ما يحدث في الشرق.

ولفت إلى انطلاق رحلتين تديرهما وزارة الطوارئ الروسية واحدة تلو الأخرى في الساعات الأولى من يوم 13 ديسمبر، ووصلتا إلى بنغازي قبل أن تتوقف الطائرات عن مشاركة موقعها، وفقًا لبيانات من FlightRadar24، وهو موقع ويب لتتبع الرحلات الجوية في الوقت الفعلي.

وقد أدرجت إحداهما موسكو كمطار للإقلاع، ولم تدرج الأخرى مطار المغادرة أو الوجهة.

في يومي الخميس والسبت الماضيين، أرسلت شركة شحن بيلاروسية خاضعة لعقوبات أمريكية طائرتين من طراز Il-76 من العاصمة البيلاروسية مينسك، ولم تدرج وجهتهما، لكن مسارات الرحلات المتاحة للجمهور أظهرت وصول الطائرتين إلى بنغازي قبل انقطاع مشاركة المسار.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركة RubiStar البيلاروسية التي قامت بتشغيل الرحلات الجوية في أغسطس بسبب دورها في المساعدة في دعم الحرب الروسية في أوكرانيا.

واتهمت العقوبات شركة روبي ستار “بتقديم الدعم للمهمة إلى روسيا من خلال نقل أفراد عسكريين روس إلى إفريقيا”، بالإضافة إلى شحن طائرات هليكوبتر عسكرية إلى إفريقيا.

واستخدمت روسيا بيلاروسيا كنقطة انطلاق لغزو أوكرانيا عام 2022 وما زالت تحتفظ بمخزونات كبيرة من المعدات العسكرية والأسلحة هناك.

في غضون أيام من سقوط نظام الأسد، رصد الصحفيون والمدنيون الذين ينشرون على وسائل التواصل الاجتماعي عدة أعمدة من المعدات العسكرية الروسية تتجه من دمشق نحو قاعدة حميميم الجوية والقاعدة البحرية الروسية في طرطوس.

وأظهرت صور من شركة الأقمار الصناعية ماكسار في وقت سابق من هذا الأسبوع، انسحاب المركبات والمعدات العسكرية الروسية من حميميم، متجهة على ما يبدو إلى طرطوس.

كما أظهرت إحدى الصور التي التقطت يوم الأحد، عشرات الشاحنات العسكرية وناقلات الجند المدرعة، فضلاً عن أشخاص، متجمعين على المدرج في خيميم، مع طائرة شحن من طراز Il-76 تقف بالقرب منها.

وتُظهر صورة أخرى، التقطت يوم الجمعة الماضي، طائرتي نقل ثقيلتين من طراز An-124 مع رفع مخاريط أنفهما، أظهر تحليل أجرته صحيفة نيويورك تايمز تفكيك مروحية هجومية من طراز Ka-52، كما كانت ستفعل قبل تحميلها على مثل هذه الطائرة، ونظام دفاع جوي من طراز S-400 في مكان قريب.

وبينت صور أخرى التقطتها الأقمار الصناعية يوم الثلاثاء، عشرات الشاحنات وناقلات الجند مكتظة في القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.

Shares: