قال الباحث في الشأن السياسي والأمني عماد أخويط، إن زيارة المبعوثة الأممية ستيفاني خوري وفريقها إلى سبها، تماهي مع الدور الأمريكي الساعي للتمدد في الجنوب.
وأضاف أخويط، في تصريحات نقلتها صحيفة العربي الجديد، أن تصريحات خوري ونوع لقاءاتها مع المسؤولين الليبيين في الجنوب، جاءت خالية من أي جديد يلفت الانتباه، باستثناء تسجيل الحضور الأممي في الجنوب للقول إن المجتمع الدولي يمكنه التعاون مع مسؤولي الجنوب في إطار خطط العملية السياسية.
فيما رأى أهمية زيارة المبعوث الأمريكي ريتشارد نورلاند إلى الجنوب الليبي لاعتبارين؛ لأنها الأولى من نوعها لمسؤول أمريكي رفيع المستوى يزور الجنوب، والثاني لأنها زيارة لا يمكن فصلها عن الأنشطة الروسية في عدد من القواعد العسكرية في الجنوب، ووصولاً إلى الحدود الجنوبية وما بعدها من مجالات أفريقية.
واعتبر أخويط أن زيارة نورلاند تعكس خطوة جديدة في السياسات الأمريكية في الملف الليبي، مبينا زيارة نورلاند وطبيعة لقاءاته تشيران إلى أن الرؤية الأمريكية تستهدف الحضور في ملفين، الأول أمني، والثاني في الاقتصاد والإعمار، ويحقق الاثنان حضوراً أمريكياً مهماً للضغط على الأنشطة الروسية ويجعله قريباً منها.
وذكّر أخويط بأن نورلاند سبق أن التقى بلقاسم حفتر الذي يقود ملف الإعمار في الشرق والجنوب، والآن التقى صدام الذي يقود مليشيات والده في الجنوب، موضحاً أن واشنطن تحضّر لانتقال أكثر كثافة في الجنوب الليبي.
وتابع قائلا: ولوزن الزيارة، بادر نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف بزيارة بنغازي ولقاء حفتر، وهو لقاء لا يمكن فصله أيضاً عن زيارة نورلاند.
وتحدث أخويط عن موقع حفتر في خريطة الصراع الأمريكي والروسي، موضحاً أن حفتر يحاول عدم مواجهة أي من الجانبين، فقد قسم الأدوار بين أولاده، صدام للتعامل مع واشنطن، وظهر ذلك في لقاءاته العديدة من الأمريكيين وآخرها مع نورلاند.
وواصل قائلا: خالد المعروف بقربه من الروس، يظهر في استقباله الدائم ليفكيروف، أما بلقاسم، فيتعامل في ملف الإعمار مع الجميع، مضيفا أن تقسيم الأدوار هذا يعكس في بعض جوانبه مخاوف من جانب حفتر، تلزمه بالتعامل مع الجميع، وتعكس أيضاً غياب الرؤية الواضحة لمستقبل وجوده وقوته.
وختم أخويط بقوله إن زيارة نورلاند إلى الجنوب خطوة جديدة بمثابة البدء نحو اتجاه إعلان حرب باردة مع روسيا.