سلطت قناة الحدث السعودية الضوء على تصريحات فاطمة زُريق، مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا، حول الأزمة الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام في البلاد.
وقالت زُريق إن أكثر من 400 مليون متر مربع من مساحة ليبيا، أي ما يزيد عن 64% من الأراضي المصنفة على أنها ملوثة بالألغام ومخلفات الحرب، لا تزال بحاجة إلى التنظيف.
وأضافت زريق بحسب إيجاز القناة السعودية الإخبارية أنه برغم من تكثيف الجهود التي بذلت إلا أن مساحة الأراضي الت تم تطهيرها لا تتجاوز حوالي 36% من هذه المساحة.
وأكدت أن هذه الألغام تشكل تهديدًا مستمرًا على حياة المدنيين، خاصة الأطفال، حيث أسفرت حوادث انفجار الألغام والذخائر غير المنفجرة عن مقتل حوالي 400 شخص، بينهم 26 طفلاً، منذ انتهاء الحرب.
وأوضحت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا، أن عملية تطهير ليبيا من مخلفات الحروب ستكون طويلة وشاقة، وتقدر أنها ستستغرق في أفضل الأحوال 15 عامًا.
وبينت أن فرق التطهير تمكنت من إزالة أكثر من مليون قطعة من مخلفات الحرب المتفجرة، وحوالي 54 طنًا من ذخائر الأسلحة الصغيرة في ليبيا منذ عام 2011.
وأردفت أنه برغم من هذه الجهود، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه عملية التطهير، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 444 مليون متر مربع من الأراضي الليبية، أي ما يزيد عن 64% من الأراضي المصنفة على أنها ملوثة بالألغام ومخلفات الحروب، لا تزال بحاجة إلى التنظيف.
وتعد ليبيا من أكثر دول شمال أفريقيا تضررًا بالألغام الأرضية وغيرها من المخلفات الحربية، وتعود جذور هذه المشكلة إلى أكثر من ثمانين عامًا، وتفاقمت بشكل كبير بسبب الصراعات المسلحة المتكررة التي شهدتها البلاد.
وتعتبر مدينتا طرابلس وبنغازي من أكثر المناطق تلوثًا بالألغام في ليبيا، حيث تنتشر فيها أنواع مختلفة من الألغام المضادة للأفراد والدبابات والذخائر العنقودية وغيرها.
هذه المخلفات الحربية تشكل تهديدًا مستمرًا لحياة المدنيين، وتعيق جهود إعادة الإعمار والتنمية.
وما زالت فرق إزالة الألغام تكتشف يوميًا ألغامًا وذخائر غير منفجرة في أماكن متفرقة من البلاد، بما في ذلك المناطق السكنية والمزارع والأراضي الزراعية، ما يعرض حياة الناس للخطر ويحول دون عودة النازحين إلى ديارهم.