أكد عبد الله سليمان، الناطق الرسمي باسم بلدية الكفرة، أن المدينة تشهد تدفقًا متزايدًا للاجئين السودانيين، مشيرًا إلى أن أعدادًا كبيرة قد وصلت بالفعل، وأن الأعداد تستمر في الارتفاع.
وأضاف سليمان، في تصريحات تلفزيونية، أن هذا الارتفاع الكبير في عدد السكان يضع ضغطًا هائلاً على الخدمات المقدمة للمواطنين واللاجئين على حد سواء.
وأشار إلى أن نقص الخدمات الأساسية، مثل المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، قد تفاقم بسبب هذا التدفق.
وأوضح أن مشكلة تراكم القمامة في المدينة تعود بشكل رئيسي إلى الزيادة السكانية المفاجئة، وعدم قدرة الشركة المسؤولة عن جمع النفايات على مواكبة هذا الارتفاع.
كما لفت سليمان إلى نقص حاد في دورات المياه العامة، مما يمثل تهديدًا للصحة العامة. وأشاد بمبادرة أحد المواطنين ببناء 12 دورة مياه على نفقته الخاصة، لكنه أكد أن هذه الجهود الفردية لا تكفي لحل المشكلة بشكل كامل.
وانتقد سليمان اقتصار منظمات المجتمع المدني على تقديم مساعدات عينية، مثل الأغطية والمراتب، معتبراً أن هذه المساعدات لا تلبي الاحتياجات الأساسية للاجئين على المدى الطويل. وطالب بتقديم خدمات مستدامة، مثل الرعاية الصحية والتعليم، لضمان اندماج اللاجئين في المجتمع.
وحذر سليمان من تدهور الأوضاع الصحية والبيئية في المدينة، مما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة. وأكد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه المشكلة.
وأرجع سليمان سبب استقرار اللاجئين في الكفرة إلى وجود إجراءات أمنية مشددة تمنعهم من الانتقال إلى مناطق أخرى. ومع ذلك، أشار إلى أن المدينة لا تملك القدرة على استيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين، مما يتطلب تدخلًا عاجلاً من المنظمات الدولية والحكومة.
وطالب سليمان بتوفير الدعم المالي اللازم لتوفير الخدمات الأساسية للاجئين، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وتوفير فرص عمل مناسبة لهم، حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم بدلاً من الاعتماد على المساعدات.
أفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بأن أعداد السودانيين اللاجئين إلى ليبيَا يقدر بنحو 97 ألف شخص منذ اندلاع الحرب.
وقدرت المفوضية استقبال مدينة الكفرة 8 آلاف لاجئ منذ اندلاع الحرب في السودان، وحتى نهاية أغسطس الماضي وتستقبل نحو 350 سودانيًا بشكل يومي يعيشون في خيام عشوائية بالمزارع أو يتخذون المدارس كمأوى لهم، خاصة عقب السيول التي اجتاحت جَنُوب ليبيَا مؤخرًا.
وأوضحت أنها تمكنت من الوصول إلى أكثر من 8 آلاف لاجئ في الكفرة وتقديم المساعدات الأساسية لهم، في ظل تعرضهم لعوامل الطقس القاسية والمخاطر الصحية، ونقص مرافق المياه والصرف الصحي الملائمة والمأوى الآمن.