سلط موقع الحل السوري الضوء على التمدد الروسي في ليبيا، والتي تسعى لتوطين نفوذها وعسكرة مصالحها في البلد الواقع وسط ساحل إفريقيا الشمالي بينما يطل على جنوب البحر المتوسط، ويتاخم السواحل الأوروبية.
وأوضح الموقع في تقرير له، أن موقع ليبيا الجيواستراتيجي نقطة تنافس محموم بين القوى الإقليميين والدوليين ولهذا تلاحق موسكو في ليبيا النفوذ الغربي والولايات المتحدة، من خلال حشد مرتزقتها وتشكيل قوات تكون بمثابة الحامل لأجندتها السياسية والخارجية، من خلال قوات فاغنر أو ما سُمي “الفيلق الإفريقي”.
وأضاف أن الأذرع العسكرية لموسكو تتموقع في ليبيا لتجسير صلات قوية في شرق المتوسط، بما فيها من مصالح حيوية خلفيتها الوجود في ليبيا وسوريا وبوركينا فاسو والنيجر والسودان وأفريقيا الوسطى.
وذكر أن النفوذ العسكري الروسي ليس أمراً طارئاً، إنما مرتبط بتاريخ الأزمة في ليبيا، وتتمركز القوات الروسية في شرق البلاد وبالتعاون مع خليفة حفتر، وأسفر هذا التعاون عن ظهور ما عرف بـ”فيلق إفريقيا”، مطلع العام الحالي، والذي يتخذ من وجوده في ليبيا ارتكاز مباشر لعسكرة مصالح روسيا في إفريقيا.
ولفت إلى تقرير سابق لصحيفة “فيدوموستي” أوضح أن هيكل الفيلق اعتمد في قوامه على المقاتلين السابقين في صفوف “فاغنر”، وذلك بحسب تصريحات لمسؤولين روس، وقد أكدوا أن الفيلق سيحصل على تعليماته من وزارة الدفاع بشكل مباشر.
وسبق لمنصة “military Africa” المختصة بالشؤون الأمنية والعسكرية بإفريقيا، أن أوضحت عن معدات عسكرية وصلت إلى ليبيا للفيلق الجديد، وتشمل المعدات العسكرية مدرعات ثقيلة وخفيفة، وكذا مدفعية مضادة للطائرات من نوعية “ZU – 23 – 2″، ومركبات “كاماز”.
وبين الموقع أنه مع المخاوف الأوروبية من تمدد النفوذ الروسي، تضغط أوروبا وواشنطن باتجاه تقليل وجود القوات الأجنبية، حيث طالبت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني قبل زيارتها ليبيا، في مايو الماضي، “تخفيف القوات الأجنبية، وتحديداً القوات الروسية في ليبيا.
وأفاد بأنه يبدو أن روسيا توزع قواتها الميلشياوية أو بالأحرى مرتزقتها في السواحل مثل ميناء سرت وبراك الشاطي وتتواجد بها قاعدة عسكرية، حيث إن ساحل المتوسط بالنسبة لبوتين هو ممر حيوي تصل من خلاله خطوط الإمدادات العسكرية.