رأى أحمد المهدوي المحلل السياسي، أن هناك حالة من الارتباك تدور حول ملابسات اغتيال عبد الرحمن ميلاد الملقب بالبيدجا، ولم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عن مقتله.
وتوقع المهدوي خلال تصريحات تليفزيونية لفضائية “العربية الحدث”، أن المليشيات المتحالفة مع عبدالحميد الدبيبة قد تكون المتهم الأول وراء اغتياله؛ نظرا لخلاف بينهما؛ فالبيدجا يقف بوجه الدبيبة وقرارته الأخيرة.
وأفاد بتداول معلومات حول تورط بعض المليشيات السورية بتصفيته، إلا أن جميع الشواهد تشير بأصابع الاتهام حول تورط تحالف الدبيبة في اغتياله؛ لإزاحة كل الخصوم وإعادة التمركزات والنفوذ العسكري والسياسي لهم.
ونفى علاقة المافيا العالمية بمسألة اغتياله، موضحا أنها عملية سياسية بالدرجة الأولى نظرا لتصريحات أخيرة له ذكر موقفه المعارض لما تقوم حكومة الدبيبة.
غير أنه كان من ضمن المليشيات التي رفضت اقتحام المصرف المركزي بالقوة، لذا جاء اغتياله لكل هذه المتغيرات التي طرأت على المشهد في العاصمة طرابلس.
ورفض فكرة تصفيته بناء على ضغوط دولية تسعى لتفعيل شبكات الاتجار بالبشر، مبينا أن كل من الاتحاد الأوروبي وإيطاليا تعاملا معه وتم دعمه بالمال والسلاح والزوارق الحربية.
وأكد أن البيدجا لن يكون الأول أو الأخير الذي يتم اغتياله لإزاحة الخصوم عن المشهد السياسي.
ولفت إلى عدم قدرة حكومة الدبيبة على بسط الأمن على مليشيات تهريب البشر، فضلا عن تبعيتها لداخلية الدبيبة، والأخير شرعن لتجارة البشر بشكل رسمي.
واغتال مسلحون مجهولون، مساء أمس الأحد، آمر الأكاديمية البحرية التابعة لحكومة الدبيبة، عبد الرحمن ميلاد المشهور بـ”البيدجا”، والذي ارتبط اسمه بتهريب البشر والنفط، بعد استهداف سيارته رمياً بالرصاص في منطقة صياد غرب العاصمة طرابلس، في حادثة أثارت توّتراً أمنياً في مدينة الزاوية.
وكان “البيدجا” ضابطاً في خفر السواحل التابع لحكومة الدبيبة قبل ترقيته إلى رتبة آمر البحرية، لكنه واحد من أبرز وأخطر المهربين خاصةً في مدينة الزاوية، حيث اكتسب شهرة واسعة عابرة للحدود، بعد ارتكابه العديد من الانتهاكات بحق المهاجرين وتورطه في إغراق مراكبهم في عرض البحر فضلاً عن قيامه بعمليات تهريب النفط.
ويتزعم “البيدجا” ميليشيا مسلّحة تنشط في منطقة الزاوية، وهو مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي.
وبعد اعتقاله من حكومة الوفاق في أكتوبر 2020 لضلوعه في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والوقود، تم إطلاق سراحه في أبريل 2021، بعد أن تسبّب توقيفه في توترات أمنية في العاصمة طرابلس ومدينة الزاوية، في خطوة أثارت انتقادات واسعة وشكوكاً حول مصداقية القضاء وصرامته في مواجهة الجريمة المنظمة.
وعلى خلفية مقتله رمياً بالرصاص، خرجت تحشيدات عسكرية في مدينة الزاوية، كما أعلنت عدة ميليشيات مسلحة حالة النفير وتحركت نحو طرابلس، كما تمّ إغلاق الطريق الساحلي، وسط مطالب بفتح تحقيق والكشف عن المتورطين في هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة.