أفادت صحيفة “eluniversal” الفنزويلية بأن ليبيا الغنية بالتاريخ والثروة مُحاصرة، منذ إسقاط النظام الجماهيري بقيادة الشهيد معمر القذافي عام 2011، في دوامة من الفوضى يبدو أنها بلا نهاية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أن الافتقار إلى قيادة واضحة وعدم تصرف القوى العالمية بطريقة موحدة أدى إلى إدامة معاناة الشعب الليبي، مبينا أن ليبيا تعيش في حالة أزمة دائمة، والحرب الأهلية والتدخلات الأجنبية والتشرذم الداخلي جرّد شعبها من أي أمل في الاستقرار.
وأضاف التقرير أن القوى العظمى تلعب الشطرنج مع مستقبل ليبيا، بينما يعاني الليبيون من العواقب؛ النزوح القسري، ونقص الغذاء والدواء، والاقتصاد في حالة خراب، متابعا أن العقوبات وقرارات مجلس الأمن، رغم أهميتها، ليست كافية لحل الأزمة.
وذكر أن الأمر يتطلب عملاً متضافرًا، لا لتثبيت الاستقرار في الأمد القريب فحسب، بل لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع مثل الافتقار إلى المؤسسات الديمقراطية، وغياب سيادة القانون، والحاجة إلى التوزيع العادل للموارد.
وبين أنه حتى آخر اجتماعات مجلس الأمن، لم تكن النقاط التي أثارتها القوى العظمى أكثر من تكرار للمحاولات الاستعمارية الجديدة في المنطقة الأفريقية، ما أدى إلى إدامة تاريخ وقرون من استغلال الموارد.
وأشار إلى ضرورة تسليط الضوء على كيفية استرداد الأصول الليبية المجمدة من قبل المؤسسات المالية الغربية، مع الإشارة إلى أن المصرفيين البلجيكيين لا يزالون يحتفظون بمبلغ 15 مليار يورو تابعة لمؤسسة الاستثمار الليبية.
ورأى أنه لا يمكن لليبيا أن تظل مسرحًا لحرب بالوكالة بين الجهات الخارجية، وعلى المجتمع الدولي بذل جهد حقيقي لإعادة السيادة للشعب الليبي، ودعم بناء المؤسسات الشرعية، وضمان استخدام موارد البلاد لصالح شعبها.
وأردف التقرير بأنه إذا استمر تجاهل الأزمة في ليبيا، فإن ذلك لا يدين دولة ما فحسب، بل يعرض استقرار المنطقة بأكملها للخطر أيضًا، مضيفا أن ليبيا التي كانت واحدة من أكثر الدول ازدهارًا في أفريقيا بفضل احتياطياتها النفطية الهائلة، تحولت إلى ظل لما كانت عليه في السابق.
وأكد أنه في عام 2011، أدى تدخل حلف شمال الأطلسي، تحت شعار حماية المدنيين، إلى إسقاط النظام الجماهيري، حيث ترك التدخل الأجنبي فراغًا في السلطة تم ملؤه بسرعة من قبل الميليشيات المتنافسة والجماعات الإرهابية والجهات الفاعلة الأجنبية التي لها مصالحها الخاصة.
واختتم بأن تشرذم السلطة والافتقار إلى السلطة المركزية حوّل ليبيا إلى أرض خصبة لتهريب الأسلحة والإتجار بالبشر والإرهاب، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تؤثر على ملايين الليبيين والمهاجرين.