مشكلات التقسيم والانقسام تفرض نفسها وتقفز خارج حدود البلاد، وكذلك الرغبة المستميتة في حكم ليبيا وعدم التخلي عن المنصب مهما تكلف الوطن وعانى الشعب.
ردة فعل حكومة الدبيبة المنقضية ولايتها إزاء استقبال رئيس الحكومة المصرية لأسامة حماد رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، وصفها مراقبون بالانفعالية والمبالغ فيها.
إلا أن محللين مهتمين بالشأن الليبي، يقولون إن حكومة الدبيبة تعرف جيدا دلالة هذا الاستقبال، ومعناه أن هذه الحكومة اقتربت من نزع الشرعية الدولية منها ما يعني استبدالها بأخرى لذا كانت ردة الفعل بمثابة “رقصة الديك المذبوح”.
وفي السياق ذاته، قلل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حمدي صالح، من ردة فعل حكومة عبد الحميد الدبيبة بشأن استقبال القاهرة لأسامة حماد.
واستبعد صالح في تصريحات متلفزة عبر فضائية “العربية الحدث” أمس الإثنين، صدور رد فعل مصري على ما فعلته حكومة الدبيبة.
وتابع بالقول: “طبعا مصر لن تأخذ هذه الأمور على أنها تعني شيئا كبيرا ولن ترد، وقد تكون من وجهة نظر مصر كما أراها أنها أزمة عابرة، ويجب ألا نلتفت إليها”.
ووصف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، ما فعلته حكومة الدبيبة بإبلاغها موظفين مصريين ضرورة مغادرة البلاد بـ “المبالغ فيه” وتحرك لا يتناسب مع الموقف.
وشدد على أن من أولويات السياسة الخارجية المصرية الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وعلى الدعوة إلى السلام والاستقرار، ولكن هناك خطوط متوازية تحدث الآن في ليبيا يعني تطورا متسارعا للمشاكل التي قد تحدث في المستقبل.
وعدد المشكلات التي تزعج القاهرة بحكم البعد الجغرافين حيث إن ليبيا هي الجارة الغربية لمصر، مؤكدا وجود انشقاقات داخل الميليشيات في غرب ليبيا وصلت إلى اشتعال القتال من حين لآخر.
واستطرد السفير المصري، بالقول إن هناك مشاكل متعددة مرتبطة بتواجد قوات أجنبية غرب ليبيا، وخصوصا القوات التركية، ما يزعج القاهرة التي تريد السلام لجارتها لعدم اتساع رقعة الصراعات الداخلية وما ينجم عنها من اضطرابات تطال المنطقة بأكملها.
وكان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح قد استنكر طلب حكومة الدبيبة من مسؤولين بالمخابرات المصرية مغادرة الأراضي الليبية، واصفا هذا التصرف بـ”غير المسؤول”.