لا تزال حقائق ما جرى في أحداث 2011 تتكشف يوما بعد الآخر، ويؤكدها شهود عيان على الأحداث منذ بدايتها، وكذلك مراقبون ومحللون للشأن الليبي.
شهادة جديدة تفند مزاعم قيام “ثورة”، في ليبيا وكيف انتشر المسلحون والإرهابيون في البلاد خلال الأحداث، لكن سؤالا غائبا من خطط ودبر ومول هذه المؤامرة التي حيكت ببراعة على الدولة الغنية بالنفط.
بطل الشهادة هو أحد أبناء فبراير، السفير الليبي لدى سوريا محمد المرداس، الذي يروي كيف بدأت الأحداث وحقيقة من قام بالحراك، وكيف كان الليبيون يدعمون مشروع ليبيا الغد، ويرون فيه أمل لتحقيق التنمية والعمران المنشود لبلادهم، السطور التالية تحمل هذه الشهادة بالتفصيل..
وقال المرداس إن مشروع الدكتور سيف الإسلام القذافي “ليبيا الغد”، لاقى استحسان ودعم الليبيين؛ لأنه بدأ في إجراء إصلاحات حقيقية فضلا عن حرية الإعلام.
وأضاف المرداس، خلال تصريحات صحفية لبرنامج “الشرمولة” المذاع على فضائية المسار أمس الجمعة، أن الليبيين فرحوا بهذا المشروع الذي حقق نهضة عمرانية وحركة مالية كبيرة، إلا أن “القطط السمان” كما أطلق عليهم الدكتور سيف حاربوه؛ لأنهم ضد التغيير.
وأكد أن “الحرس القديم”، أفشل سيف الإسلام، ما أحدث حالة كبيرة من الإحباط لدى الليبيين، ولذا بدأت “أحداث فبراير”، وكانت بداية التدخلات الأجنبية الكبيرة في البلاد، دعما لتيار فبراير تم وفق “أجندة”.
ونبه إلى أن ليبيا تعاني من عدم وجود سياسيين قادرين على الحشد الجماهيري، وأن الدكتور سيف الإسلام، يستطيع بسهولة تجميع الناس حوله إذا نظم مؤتمر ووضع منصته للحديث.
وسجل السفير محمد اعترافاته، بأنه إبان عام 2014 لما صار حرق مطار طرابلس، تأكد تمام بأن ما حدث في فبراير “مؤامرة” على ليبيا.
ونقل المرداس، حقيقة الأوضاع كشاهد عيان أتى من أوروبا إبان الأحداث للالتحاق بها، وقال “كان الحراك يبان جميل من داخل طرابلس وبنغازي، إلا أن اقتربت من الحراك المسلح وظهر مسلحون يدعون أبو عبدالله وغيره وهم ليسوا من شعبنا ويحكوا قصصهم الجهادية في أفغانستان وجلال أباد، وهنا كانت صدمتي خاصة مع اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس”، وهنا تم التحول إلى حقيقة أن الحراك استغله “مؤدلجين”.
واستنكر حالة “الحرب”، التي حدثت وكيف تمت استباحة دم الأسرى رغم وحدة الأصل والدين إلا “أننا قطعنا بعض”، وصارت الحرب أكثر دموية.
وأوضح أن الشعب الليبي لا تصلح معه التجربة الديمقراطية؛ لأنه يعاني من التخندق وعدم وجود رؤى وأفكار سياسية، تشير إلى تبعية كل فرد أوحزب للنهج الذي ينتمي له سواء أكان ليبرالي أم إخواني.