أفادت صحيفة “لو أوبنيون” الإيطالية، بأن الإطاحة المؤسفة بالقائد الشهيد معمر القذافي في عام 2011، والتي خططت لها أياد أوروبية، وخاصة فرنسا، حولت ليبيا المستقرة إلى منطقة مقسمة وفوضوية فريسة لنسور مختلفة.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن ليبيا مثقلة بعبء الهجرة غير الشرعية داخل وخارج أوروبا؛ وتشير البيانات الرسمية إلى أن حوالي 750 ألف مهاجر دخلوا البلاد بشكل غير قانوني منذ بداية العام.
وأضافت أن ليبيا تستضيف ما يقرب من مليون سوداني فروا من الحرب الأهلية التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لافتة إلى تنظيم عبد الحميد الدبيبة منتدى الهجرة لجلب الاهتمام الدولي إلى طرابلس.
وذكرت أن خطة الدبيبة تتعارض مع افتقار حكومته الفعلي إلى السلطة على الأراضي الليبية، مبينة أن مناطق الانطلاق الرئيسية للقوارب المتجهة إلى السواحل الأوروبية، لا تسيطر عليها طرابلس.
وتابع التقرير بأن المناطق تسيطر عليها أمازيغ ليبيا، وحلفاؤهم العرب في منطقة زوارة، وتمارس جميع أنواع الاتجار بالبشر، مضيفا أن الدبيبة يحاول جذب الاهتمام الدولي من خلال جعل الغرب يعتقدون أن حكومته حاسمة في قضية الهجرة.
وتطرقت الصحيفة الإيطالية إلى محاولة المواطن الأمريكي خليفة حفتر العمل على تعزيز علاقاته الدبلوماسية مع الأنظمة الانقلابية في بوركينافاسو والنيجر وتشاد، بحثًا عن شرعية على الساحة الدولية.
وأشارت إلى رحلة لمنطقة الساحل جرت في 9 يوليو الجاري ظلت سرية حتى أيام قليلة مضت، حيث ذهب صدام حفتر الذي عينه والده مؤخرًا رئيسًا لأركان القوات البرية إلى عاصمة بوركينا فاسو، واغادوغو.
وبيّن التقرير، أن الرحلة ظلت مخفية، وهي الأولى لصدام في هذا البلد، ولكن لا شيء يفلت من وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك نُشرت صورة تظهر نجل حفتر ببدلة مموهة بجوار النقيب إبراهيم تراوري رئيس المجلس العسكري البوركينابي.
وتشهد ليبيا منذ أحداث 17 فبراير عام 2011 حالة من التناحر السياسي والتكالب على ثروات ليبيا دون النظر إلى أحوال الليبيين الذين يعانون الويلات، حتى أصبحت البلاد مطمعا لكل الدول المجاورة.