وصف المحاضر البارز في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ستيف هانكي، تقرير مصلحة التعداد والإحصاء الخاص بمعدل التضخم في ليبيا بالمزيف.
وقال هانكي عبر حسابه على منصة «إكس»، إن معدلات التضخم في ليبيا تزيد بنحو 26 ضعفًا عن معدل التضخم الرسمي البالغ 1.4% سنويًا.
وأوضح الخبير الاقتصادي الأمريكي، أن معدل التضخم في ليبيا يبلغ 37% سنويًا أكثر من 26 ضعف معدل التضخم الرسمي البالغ 1.4% سنويًا.
وتعد أهم فئات مؤشر أسعار المستهلك في ليبيا، التغيُّرات الحاصلة في معيار مختلف السلع الاستهلاكية خلال مدة زمنية معينة وتوزع السلع وفق المؤشر إلى 12 مجموعة من السلع والخدمات المتعلقة بالأغدية والمشروبات والسكن الماء والأجهزة المنزلية والملابس والأحذية، والنقل والصحة والخدمات الترفيهية والتعليمية والثقافية والتبغ والفنادق والمطاعم.
كما تسبَّب التضخم والغلاء في إحباط كل محاولات تحسين موارد الأسر الليبية، ولا سيما طبقة الموظفين الذين حصلوا على زيادات في الدخول خلال العام الماضي.
وقفز الحد الأدنى للأجور من 450 دينارًا إلى 900 دينار نتيجة فرض ضريبة على سعر الصرف بنحو 27% بسعر 6.15 دينار والتي أكد صندوق النقد الدولي في أحدث تقرير له بشأن الاقتصاد الليبي أنه سيجري تطبيقها حتى نهاية العام الجاري.
وتوقع البنك الدولي أن يستقر مستوى التضخم في ليبيا عند 2.4% خلال العامين 2024 و2025 بفضل انخفاض أسعار السلع الأساسية العالمية والتقدم نحو إعادة التوحيد الكامل لمصرف ليبيا المركزي.
وانخفضت معدلات التضخم في ليبيا بـ2.4% خلال العام 2023، وفق بيانات مصرف ليبيا المركزي التي أوضحت أن الأسعار شهدت استقرارًا خلال العام الماضي.
وفي سياق متصل، قال المحلل السياسي، كامل المرعاش، إن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي يعيشه أغلب سكان ليبيا حاليا، والذي برز بوضوح قبيل وقفة عيد الأضحى، ليس إلا انعكاسا للانقسام، واستمرارا لحالة الجمود بالمشهد السياسي، وعرقلة إجراء الانتخابات.
وأضاف المرعاش في تصريحات نقلتها “الشرق الأوسط”، أن الجميع في شرق وغرب وجنوب ليبيا عانى من ارتفاع الأسعار وشح السيولة بالمصارف، وشركات الصرافة التي شهدت تكدسا وطوابير طويلة بالأيام الأخيرة التي سبقت العيد.
وأشار إلى وجود تخوفات بين سكان الغرب الليبي، وتحديدا طرابلس، من نشوب توتر جديد خلال الأيام المقبلة بين التشكيلات المسلحة المتمركزة بها، والتي تتكرر صراعاتها بين حين وآخر للسيطرة على مناطق النفوذ هناك، الأمر الذي أثر على احتفالات العيد.
وذكر المرعاش في هذا السياق بالاشتباكات، التي اندلعت قبل شهرين بشكل مفاجئ بمنطقة مكتظة بالسكان كانوا يحتفلون حينذاك بعطلة ثاني أيام عيد الفطر.
وأوضح أن الجميع بالساحة الليبية يدرك جيداً أنه لا أمل في إنهاء معضلة التشكيلات إلا بإنهاء الانقسام، وتوحد المؤسستين العسكرية والأمنية، في ظل تعاظم النفوذ والتعداد والتسليح.