أعلن مستشفى مدينة الكفرة، وفاة طفل في الرابعة من العمر بعد ساعات من وصوله إلى المستشفى لتلقي العلاج من تعرضه للدغة عقرب، ما يشير إلى عودة كابوس لدغات العقارب إلى جنوب ليبيا.

ورغم أن المستشفى أعلن أن غالبية الحالات التي وصلت إليه تماثلت للشفاء بعد تقديم العلاج المناسب لها من خلال أمصال مخصصة لسموم العقارب، لكنه أفاد باستقباله يومياً نحو 50 مصاباً بلدغات عقارب.

وذكر المستشفى أنه ينتظر وصول شحنة أمصال مضادة للسموم وعدت بها حكومة البرلمان لمواجهة مخاطر لدغات العقارب، لا سيما مع قرب دخول فصل الصيف وبدء ارتفاع درجات الحرارة.

وقال الناطق الإعلامي باسم مستشفى الكفرة، في تصريحات صحفية، إن الطفل أول ضحايا لدغات العقارب هذا العام، أدخل إلى العناية المشددة في قسم الأطفال، وكانت حالته خطيرة بسبب تأخر تلقيه الإسعافات الأولية بعد تحويله من عيادة الحي الذي يقطن فيه.

وأضاف أن المصابين بلدغات العقارب يتوافدون منذ أشهر إلى المستشفى، وبلغ عددهم 379، علماً أن عددهم ارتفع بشكل كبير في الأيام الأخيرة بسبب موجة الحرارة المرتفعة التي شهدتها المنطقة.

وبحسب تقرير لصحيفة العربي الجديد الممولة من قطر، قال مدير مركز البحوث العلمية في المدينة عثمان التايب، إن بيئة الكفرة تعد إحدى الأكثر احتضاناً للعقارب في ليبيا، موضحا أن بحوثه انتهت إلى أن أكثر من 80% من العقارب المنتشرة في الكفرة ذات سميّة شديدة.

ويجري المركز، بحسب التايب، تجارب على أنواع كثيرة من العقارب لمحاولة استخراج أمصال يمكن أن تستخدم لمواجهة مخاطر اللدغات، ناصحا المواطنين بإجراء إسعافات أولية عدة في حال الإصابة باللدغة، منها تبريد المكان المصاب بالثلج وتطهيره، ونصح المصاب بعدم الحركة لتقليل انتشار السمّ في الجسم.

ووفقا للتقرير، تثير ظاهرة انتشار العقارب وارتفاع مؤشرات مخاطرها على سكان جنوب ليبيا جدلاً واسعاً منذ سنوات، إذ يتهم أهالي الجنوب السلطات بالتقاعس عن توفير أدوية وأمصال لعلاج اللدغات، وبالتساهل في موضوع تسريب شحنات من هذه الأمصال من المستشفيات إلى الصيدليات الخاصة للمتاجرة بها، وبيعها للمواطنين بأسعار عالية.

وأفاد بأن جهات أهلية عدة لجأت إلى منصات التواصل الاجتماعي لإرشاد السكان إلى كيفية تقديم إسعافات أولية للمصابين بلدغات العقارب، حيث أعلن مركز نور العلم الأهلي في الجنوب أن متطوعيه نجحوا في إنقاذ حياة سبعة أطفال عبر تقديم إسعافات أولية لهم.

وذكر أن منصات التواصل الاجتماعي نقلت العام الماضي نداءً وجهته الباحثة نواسة محمد، المتخرجة من قسم المختبرات في الكلية التقنية الطبية، إلى السلطات لمساعدتها في إتمام دراسة بدأتها بجهود ذاتية لتعقب العقارب والقضاء عليها.

وزرعت نواسة مصايد بدائية في 15 منزلاً بشكل عشوائي ضمن مشروعها الخاص في منطقة وادي عتبة، واصطادت 173 عقرباً لبدء تجاربها التي تهدف إلى صنع مصل مضاد للدغات العقارب.

ويعاني الكثير من الليبيين خصوصا سكان الجنوب من دغات العقارب لتضاف إلى قائمة معاناة كل صيف، خصوصاً في بلدة أوباري، على رغم من تحصينها برش المساكن بالمبيدات.

صرخات الأطفال الليبيين في الجنوب من لدغات العقارب دفعت مجموعات حقوقية إلى إطلاق حملة استنكارات لتكرار الظاهرة في جنوب البلاد، وتحديداً في غات وأوباري والكفرة وسبها، وسط فشل الحكومات المتعاقبة في إيجاد حل لهذه الأزمة المتكررة كل صيف.

معاناة الصغار والكبار في جنوب ليبيا يقف خلفها نقص اللقاحات المضادة للدغات العقارب، التي أصبح استيرادها يأخذ وقتاً طويلاً بسبب تغير مصدر التزويد، حيث كانت ليبيا تعتمد في السابق على تونس ومصر وغيرها من دول الجوار، أما الآن فعملية استيراد الأمصال تتم أكثر من الهند.

Shares: