حذر المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، من بإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على الأراضي الليبية على غرار القاعدة التي طردها القائد الشهيد معمر القذافي بعد ثورة الفاتح.

وقال عقيل، في تدوينة مطولة عبر حسابه على فيسبوك: أبشع واشنع ما يتعلق بالوضع الليبي بهذا الخصوص، هو أن الدولة الوطنية الأولى التي انطلقت في ديسمبر من العام 1951، قد وجدت قاعدة هويلس رابضة أمامها، وتنتظر دخولها عليها.

وأضاف: واشنطن كانت قد استولت عليها من الإيطاليين بالعام 1943، وجاءت الدولة الليبية الوطنية المستقلة الأولى لتجد هذا الخطر سابقا لوجودها وماثلا أمامها كأمر واقع، وكان من الطبيعي أن تشعر واشنطن وفقا لهذا الواقع بأنها أولى بليبيا حتى من الدولة الليبية نفسها.

وتابع: وهو ما ترتب عليه لاحقا، ما يمكن وصفه بالسيطرة السياسية الأمريكية الكاملة على القرار السياسي أو الحكومي الليبي والتحكم المطلق بثروة النفط، مستطردا: أما التهديد الأخطر الذي يواجه الليبيين اليوم، هو أن واشنطن تحاول اليوم جاهدة استنساخ ذات الوضع.

وأكمل: واشنطن تحاول تصفير أولا الدولة الليبية التي قامت بطردها أو دولة سبتمبر تصفيرا تاما؛ بتفكيكها برغي برغي وطرف طرف، والشروع بذات الوقت وبقلب هذا الفراغ الكلي لوجود الدولة السياسي، بالسيطرة الكلية على قاعدة معيتيقة، بل وإضافة منشآت استراتيجية عسكرية أخرى إليها.

وواصل قائلا: يعني وباختصار، واشنطن تمنع وستمنع عودة الدولة الليبية وظهور نظاما سياسيا قارا فيها، ما استطاعت الى ذلك سبيلا، قبل انتهائها من كل ترتيبات إعلان وجودها العسكري الكامل بقاعدة معيتيقة.

وأردف: يعني الدولة الليبية الرسمية القارة لن تعود قبل أن تتم واشنطن إقامة قاعدتها العسكرية، هذا طبعا بحال هناها الروس والصينيين بهذا الصيد الثمين، ولهذا فإن واشنطن تقوم فعليا وعلى قدم وساق بتجهيز القاعدة إنشائيا هى وتوأمها قاعدة الوطية.

واستطرد: وقد رتبت واشنطن مع السلطة الصورية المحلية التي تحتاج إلى وجودها لتمرير ترتيباتها إلى صنع ما هو أخطر وهو جعل مجمع السفارة الأمريكية التي ستكون أضخم سفارة في العالم بعد وزارة الخارجية الأمريكية، جارة ملاصقة لمعيتيقة.

وأكد عقيل، أن واشنطن ستعيد استنساخ ما جرى قبل 24 ديسمبر 1952، قائلا: حيث يجب أن تدخل الدولة الليبية على القاعدة الأمريكية، والقاعدة يجب أن تكون سابقة الوجود على وجود الدولة الليبية الرسمية القادمة، المجهولة الشكل والصورة حتى هذه الساعة.

ويمثل يوم 11 يونيو 1970، يوما وطنيا عظيما يعرفه الشعب الليبي وتعييه ذاكرة الآباء والأجداد، فهو ذكرى إجلاء القواعد الأمريكية من ليبيا بما يمثله من عزة وكرامة لشعب عظيم.

ويذكر التاريخ الليبي المضىء، إنه بعد قيام ثورة الفاتح العظيم سبتمبر 1969، تغير الوضع وبدأت المفاوضات لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي فوق الأراضي الليبية، فتم طرد القواعد العسكرية البريطانية والأمريكية والإيطالية في عام واحد.

وكان عدد القواعد الأمريكية، في ليبيا 4 قواعد أكبرها قاعدة ويلس، مع سكن وعمل بالقاعدة الضخمة، لأكثر من 4600 أمريكي إلى جانب قوة أخرى في ثوب مدني تضم جيشاً من بقايا الاستعمار الاستيطاني الإيطالي يمتلكون كل شيء له قيمة على الأرض الليبية.

Shares: