في تحليل لتصريحات مسؤولين ليبيين لصحيفة “الفايننشال تايمز” حول رغبتهم في تقليص النفوذ الروسي مقابل رفع مستوى العلاقات مع واشنطن، أكد السنوسي بسكيري، مدير المركز الليبي للدراسات ورسم السياسات، أن هذه الرغبة هي في حقيقتها أمريكية المنشأ والدافع.
وكشف بسكيري أن وفد حكومة الدبيبة الذي زار الولايات المتحدة طلب بشكل صريح ومستعجل من المسؤولين الأمريكيين التدخل المباشر لإخراج روسيا من الأراضي الليبية.
ويرجع بسكيري هذا الإلحاح إلى “القلق الأمريكي” من الموارد المالية الضخمة التي استفادت منها روسيا، والتي بلغت قيمتها ما يزيد عن 20 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية من “الوقود المهرب”.
ويأتي سعي موسكو للاستفادة من هذه الموارد بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء، وبعد أن أثر استهداف أوكرانيا لمصافي تكرير الغاز والنفط الروسية على إمداداتها، مما شكل قلقاً لدى صانع القرار في الكرملين ودفعها لتعويض هذا النقص المحتمل عبر الحالة الليبية.
وفي السياق نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” عن مسؤولين من طرابلس أن حكومة الدبيبة تعتقد أن عودة شركات النفط الدولية إلى ليبيا سيسهم في تعزيز موقفها، ويساعد في إرساء الاستقرار بالبلاد. كما أن زيادة الإنتاج النفطي ستوفر بديلا للنفط الروسي.
وبحسب تصريحات لعضو مجلس الدولة الاستشاري إبراهيم صهد، للصحيفة ذاتها: “تحاول الولايات المتحدة والدول الغربية منع روسيا من بيع نفطها وطاقتها. سيؤدي ذلك إلى نقص في سوق الطاقة، ويمكن أن تكون ليبيا بديلا”.


