قال المحلل السياسي حسام الفنيش، ما إن طُرح مصطلح “الحوار المهيكل” ضمن خارطة طريق البعثة الأممية حتى عمّ ارتباك سياسي معلن وغير معلن.
وأضاف الفنيش عبر حسابه على فيسبوك، أن مجلسي النواب والدولة والسلطة التنفيذية وأصحاب المصالح جميعهم قرأوا الفكرة كتهديد لا كمخرج.
وأوضح أن هذا الحوار أفزعهم على الرغم من تأكيد متكرر من البعثة بأن الحوار المهيكل مسار فني وليس سياسيا ولا ينزع صلاحيات المجلسين ولا ينظر في تغيير حكومات.
وأكد المحلل السياسي أن الحوار المهيكل لا ينزع سلطة من أحد، لكنه ينزع من الجميع ذريعة الفوضى.
وبين أنه يدعو إلى إعادة ترتيب السلطة وإيجاد المعنى السياسي المشترك داخل إطار وطني منظم.
وتابع الفنيش قائلا: ومع ذلك فإن الخوف الجماعي من هذا المفهوم يكشف ما هو أعمق من الصراع السياسي: أزمة في المصطلح ذاته.
وأفاد بأن اللغة السياسية الليبية لم تعد أداة للفهم بل درعا للمصالح؛ كل طرف يفسر المصطلح وفق زاوية نفوذه لا وفق مصلحة الوطن.
واسترسل: حين تتحوّل المصطلحات إلى مناطق نفوذ يفقد الحوار روحه ويتحوّل إلى صراع على المعاني قبل أن يكون صراعا على السلطة.
وختم بقوله: الحوار المهيكل أفزع الجميع لأنه ببساطة وضعهم أمام المرآة لا أمام بعضهم البعض. لقد كشف أن الأزمة في ليبيا ليست أزمة حوار فحسب بل أزمة في المعنى.
ونظمت البعثة الأممية أمس محادثة رقمية عبر الإنترنت مع نائبة المبعوثة الأممية ستيفاني خوري، شارك فيها عدد من الليبيين؛ لمناقشة أولويات الحوار المهيكل.
وأوضحت خوري عبر صفحة البعثة على منصة إكس، أن نحو 460 مشاركًا ومشاركة تفاعلوا خلال الجلسة، وقدموا مقترحات حول الأولويات والقضايا التي ينبغي أن يتناولها الحوار المهيكل في محاوره الأربعة: الحوكمة، الملف الأمني، الملف الاقتصادي، وملف حقوق الإنسان والمصالحة الوطنية.


