أكد المحلل السياسي محمد الترهوني، أن الأوضاع الأمنية في ليبيا تتجه نحو الأسوأ يوماً بعد يوم، مشيرا إلى تجدد الاشتباكات المسلحة التي تسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين.
وأرجع الترهوني هذا التدهور إلى سيطرة الميليشيات المسلحة على المشهد، وسط غياب شبه تام للقوات الأمنية الرسمية.
في تصريحات لفضائية “المسار”، أوضح الترهوني أن الميليشيات أصبحت تتخذ من كل مكان في مدن العاصمة طرابلس، ملاذاً آمناً لها، وترتع دون أن يكون لها رادع يوقف جرائمها المستمرة، مبينا أن هذا الوضع يمثل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين واستقرار العاصمة.
كما أشار الترهوني إلى تكرار سقوط الضحايا المدنيين خلال هذه الاشتباكات، مستدلاً بما حدث مؤخراً في مدينة الزاوية، حيث استمرت الاشتباكات المسلحة مخلفة ضحايا بينهم طفل قُتل وآخر أُصيب.
واستنكر غياب جهات أمنية حقيقية كافية لضبط الأمن وفرض الاستقرار في المدينة، مؤكداً أن هذا الوضع يعني استمرار الاستهتار بأرواح المدنيين.
ووصف الترهوني استمرار استخدام القوة وغياب الأمن بأنه “ناقوس خطر حقيقي” يهدد أهالي الزاوية وسائر المدن التي تشهد صراعات الميليشيات.
وانتقد بشدة غياب رد الفعل من الجهات الأمنية التابعة لحكومة الدبيبة، أو ما يُسمى بـ”وزارة الدفاع”، معتبراً أن اكتفاء الوزارة بالتفاخر بـ”نجاحها في فض الاشتباكات” دون منعها من الأساس، يعني “عجزها الواضح أمام هذه الميليشيات” وتأكيد سيطرة القوة المسلحة على القرار الأمني.
وقبل نحو يومين شهدت مدينة الزاوية اشتباكات دامية، واعتداءات طالت مقر البعثة الأممية في العاصمة طرابلس، أسفرت عن مقتل الطفل معاذ مروان المرغني وإصابة شقيقه عبدالرحمن.
فيما التزمت حكومة عبد الحميد الدبيبة، الصمت حيال تجدد الاشتباكات العنيفة بين ميليشيات مسلحة في مدينة الزاوية.