احتضنت مدينة الزنتان أمس الاجتماع الثامن ضمن جهود المؤتمر التحضيري الجامع للتوصل إلى مصالحة شاملة في ليبيا، وقد عكس هذا اللقاء استمرار الحراك السياسي المحلي الرامي إلى تصفير الأزمات العالقة.

محمد بوكر المتحدث الرسمي للمؤتمر، وصف الأجواء التي سادت الاجتماع بأنها كانت “إيجابية” ويسودها “روح التفاؤل”، وذلك خلال تصريحات متلفزة لفضائية “المسار”.

وقال إن المناقشات تركزت بشكل أساسي على مراجعة مسودة المصالحة التي تم التوقيع عليها سابقاً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وكشف بوكر عن تحديد موعد لعقد اجتماع آخر في 25 أكتوبر الجاري، مشيراً إلى إمكانية أن يتم خلاله إقرار المسودة النهائية للمصالحة.

كما شهد الاجتماع خطوة تنظيمية تمثلت في تشكيل اللجنة التي ستتولى الإعداد للاجتماع المقبل.

وفي إطار السعي لضمان أوسع مشاركة ممكنة، أُرسل الميثاق إلى الأطراف التي تغيبت عن الاجتماع، لتمكينها من إبداء ملاحظاتها ومقترحاتها حولها، ما يعد جزءاً من العملية التمهيدية للإقرار.

في خضم تكرار الاجتماعات وتوالي التوقيعات على المسودات، تتجه الأنظار إلى ما وراء الأجواء “الإيجابية” المُعلنة.

ورغم أهمية هذه الجهود في بناء تفاهمات على مستوى الفصائل المشاركة، يبقى التساؤل حاضراً بقوة في الشارع الليبي والمحافل السياسية: ما هي القوة الدافعة الحقيقية القادرة على إنجاح هذا الملف بشكل دائم؟

وتتطلب طبيعة المصالحة في ليبيا إجماعاً وطنياً عميقاً يتجاوز الأطر الفصائلية. ويؤمن العديد من المراقبين بأن هذا الملف يحتاج إلى تبني رؤية موحدة وقيادة ذات ثقل تاريخي يمكنها أن تحظى بالقبول من كافة الأطراف لتوفير الزخم اللازم لضمان نجاح المصالحة بشكل أمثل.

المساعي الحالية تُعد لبنة في جدار المصالحة، ولكن اكتمال البناء يعتمد على إيجاد ذلك الإجماع القيادي الشامل.

فهل ستتمكن اللجنة المشكلة من تحقيق هذا الزخم خلال اجتماع الشهر الجاري؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.

Shares: