أفاد موقع أفريكا إنتليجنس الاستخباراتي الفرنسي بأن الطرفين الرئيسيين المسيطران على ليبيا، بقيادة إبراهيم الدبيبة وصدام حفتر، يتنافسان على ترشيح كل منهما لرئاسة مؤسسة النفط.
وأشار الموقع في تقرير له، إلى احتدام معركة خلافة رئيس مؤسسة النفط خلف الكواليس، موضحا أنه بعد رحيل فرحات بن قدارة في يناير الماضي، تولى مسعود سليمان، الذي كان وقتها الرجل الثاني في المؤسسة، منصبه كرئيس مؤقت في اللحظة الأخيرة.
وأضاف التقرير أنه منذ ذلك الحين، أرجأ عبد الحميد الدبيبة، التعيين الرسمي لرئيس جديد ومجلس إدارة كامل، تحسبًا لفقدان السيطرة الكاملة على مؤسسة النفط في عملية إعادة تنظيم لن تكون في صالحها.
ويكتسب منصب رئيس المؤسسة النفط أهمية استراتيجية بالغة، نظرًا لأن عائدات النفط تُشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي لليبيا، وحوالي 97% من إيرادات الدولة.
وأوضح أن مسألة من سيكون رئيس مؤسسة النفط الجديد مطروحة مرة أخرى على الطاولة، بينما يستعد كلا الجانبين، الغرب والشرق، للتعيين الجديد ويدفعان بأسماء مرشحيهما، حيث تجري هذه المناقشات في إطار سياق سياسي غير مستقر يحوم حوله تشكيل حكومة موحدة جديدة.
كرسي واحد لثلاثة
من جانب حكومة الدبيبة، يترشح وزير النفط والغاز المكلف خليفة عبد الصادق لهذا المنصب، وهو مهندس نفط وقاد بالفعل شركة زلاف ليبيا للاستكشاف والإنتاج التابعة لمؤسسة النفط.
ووفقا للتقرير، كان إبراهيم الدبيبة وصاحب النفوذ الكبير قد طرح بالفعل ترقية عبد الصادق اعتبارًا من ترشيحه لمجلس إدارة شركة زلاف ليبيا في عام 2022، ثم عندما أصبح وزيرًا للنفط في أبريل 2024.
واسترسل بأنه على مدار الأشهر الأخيرة، تزايدت وتيرة الخلافات بين عبد الصادق وسليمان حول مشاريع تطوير مؤسسة النفط، ولم يتردد الأول في سرقة الأضواء من الثاني بصفته وزيرًا، حيث تصدر قضايا الطاقة في الاجتماع الأخير بواشنطن مع مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية، مسعد بولس.
أما في الشرق، فإن خليفة حفتر، الذي يشارك ابنه صدام في إدارة شؤون النفط، في وضع أفضل لفرض مرشح عشيرته، لا سيما أن حفتر يسيطر على برقة، حيث يقع الهلال النفطي ومحطات تصدير النفط الخام الرئيسية في البلاد.
تحت رعاية مسعد بولس
من جانب حفتر، يتداول اسم محمد بن شتوان، أحد أفراد العشيرة الموالين والشخصيات البارزة في قطاع النفط.
وشتوان هو رئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربي للنفط، إحدى أكبر الشركات التابعة مؤسسة النفط، والتي تدير حقلي السرير ومسلة الكبيرين.
واتسع نطاق عمل شتوان وصلاحياته في فبراير عندما تولى رئاسة شركة مليتة للنفط والغاز، وهي مشروع مشترك بين مؤسسة النفط وشركة إيني الإيطالية.
ومن بين المرشحين أيضًا لمنصب رئيس مؤسسة النفط، حليف آخر لصدام حفتر، وهو رفعت محمد العبار، والذي يعد جزءا كبيرا من الدائرة الداخلية لسليمان وكان لفترة من الوقت، في عام 2021، وكيل وزارة النفط والغاز في حكومة الدبيبة، وذلك بفضل مناورة من قبل حفتر، الذين يستخدمون تكتيك الحصار على حقول النفط كوسيلة ضغط في المفاوضات مع منافسهم في طرابلس.
وبحسب التقرير، كان موضوع خلافة قيادة مؤسسة النفط، شأنه شأن توزيع عائدات النفط، محور المناقشات الأخيرة بين إبراهيم الدبيبة وصدام حفتر، التي عُقدت في روما في 2 سبتمبر برعاية بولس.
في عام 2021، كان تعيين الرئيس السابق للمؤسسة (فرحات بن قدارة)، بإشراف أبوظبي، موضوع اتفاق بين إبراهيم الدبيبة وصدام حفتر.