قال المحلل السياسي التركي فراس أوغلو، إن استقبال بلاده لصدام حفتر وتقربها من المنطقة الشرقية قد يكون فتح أبواب المخاوف من قبل عبد الحميد الدبيبة، وهو ما دفعه لفتح أبواب المفاوضات مع اليونان.

وأضاف أوغلو في مداخلة مع تليفزيون المسار، أن نسبة هذا الخوف قد لا تكون كبيرة، لأن تركيا لديها التزامات تعاقدية رسمية واسعة مع طرابلس، معتبرا أن انفتاحها على الشرق مهم بسبب رغبتها في التواجد بكل ربوع ليبيا، خاصة في المنطقة الشرقية حيث النفط والفرص الاقتصادية.

وأفاد بأن الدبيبة يدرك أن اليونان جزء من كتلة الاتحاد الأوروبي ولا يمكنه تجاهلها لفترة طويلة حتى لا يدخل نفسه في تعقيدات مع دول أوروبية عدة.

وأوضح أن النقطة الرئيسية التي تعرقل الضغوط على الدبيبة هي أن المصالح الأمريكية لا تتلاقي بصورة كاملة مع المصالح الأوروبية وهو ما سيقلل الضغوط على الدبيبة من أجل حل أزمة ترسيم الحدود مع اليونان.

وأكد أن تركيا تبحث مصالحها في شرق وغرب ليبيا، واتفاقية ترسيم الحدود البحرية الليبية – التركية أصبحت سيفًا مسلطًا من ليبيا على كل الدول الأوروبية، فالكل يعلم أن المصالح متغيرة لذلك الموقف التركي والليبي في تلك الاتفاقية أكثر قوة حاليًا.

وبين أوغلو أن تركيا تستغل الكتلة الأوروبية الضعيفة، سواء اقتصاديًا أو عسكريًا أو الجيوسياسي، لتحقيق أكبر مكاسب ليس في ليبيا فحسب، وهي أضعف من إجبار تركيا على التراجع في ليبيا.

واسترسل بأن ترامب يريد مصالح أمريكا فقط من دون أي مصالح الدول الأوروبية أو غيرها من الدول، ولا يهمه في ليبيا إلا النفط والطاقة مثلها مثل دول العالم، وطالما أنها تبرم صفقات فلن تلتفت للموقف اليوناني بشأن ترسيم الحدود البحرية.

وذكر المحلل السياسي أن لعبة التوازنات في شرق المتوسط معقدة وهناك دور خفي كبير لإسرائيل تحركه أطراف عدة لتحقيق مصالحها ومحاصرة المصالح التركية.

وختم بقوله إن تصديق البرلمان الليبي على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية سيمنح ليبيا ورقة تفاوضية أقوى مع الدول الأوروبية بشأن الجرف القاري.

Shares: