قال مصدر دبلوماسي رفيع في وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة، إنّ تركيا واليونان تضغطان على سلطتي ليبيا في طرابلس وبنغازي، بشأن الاتفاقية البحرية، وسط ممانعة شديدة من أثينا لمصادقة مجلس النواب على الاتفاق الليبي الموقع مع تركيا.
وأضاف المصدر في تصريحات نقلتها صحيفة العربي الجديد القطرية، أن الحكومة في طرابلس تحاول الاستفادة من موقف اليونان بوصفه وسيلة لعدم استحواذ سلطة حفتر بالكامل على مزايا التحالف مع تركيا.
وأوضح أن الانقسام الليبي الحاد بين سلطتي الشرق والغرب يؤثر على مسار إنهاء الخلاف في قضية الحدود البحرية في عرض المتوسط.
كما أكد أن واشنطن انخرطت في الخضم عبر إيطاليا لإطلاق مساعٍ لتقريب وجهات النظر في القضية من خلال إشراك كل الأطراف الإقليمية في اتصالات غير مباشرة في إطار شراكة متوسطية تستفيد فيها كل الأطراف بما فيها مصر من مناجم منطقة المتوسط الغنية بالغاز.
وكشف أن لقاء روما الذي جمع في الثالث من سبتمبر الجاري صدام حفتر وإبراهيم الدبيبة، برعاية مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ناقش العديد من القضايا في المستجدات الليبية.
وبين أن اللقاء ناقش ملف الطاقة في عرض المتوسط والحدود الليبية البحرية المتنازع عليها، من خلال طرح فكرة إنشاء شركة بين طرفي سلطتي ليبيا بعضوية عدد من الدول الإقليمية.
وتواصل ليبيا واليونان مساعيهما الدبلوماسية لبحث ترسيم الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة في شرق المتوسط، وسط خلافات مزمنة تعود إلى العام 2006 وتفاقمت عقب الاتفاق البحري الليبي التركي عام 2019.
وفي هذا السياق، أجرى الطاهر الباعور المكلف بتسيير وزارة الخارجية في حكومة الدبيبة، أمس الأربعاء، مع وزير الخارجية اليوناني جيورجوس جيرابتريتيس، في العاصمة اليونانية أثينا، محادثات فنية حول مسألة ترسيم الحدود البحرية وتحديد المناطق الاقتصادية للبلدين.
ووفق بيان لخارجية الدبيبة، بحث الجانبين الجهود المشتركة للحد من أزمة الهجرة غير القانونية، وكذلك تبادلا الرؤى حول مسألة ترسيم الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة المتعلقة بالمناطق البحرية المتقابلة بين البلدين في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وجاءت زيارة الباعور بعد أيام قليلة من زيارة أجراها بلقاسم حفتر المعين رئيسا لما يسمى صندوق التنمية والإعمار إلى أثينا في التاسع من سبتمبر الجاري، حيث التقى رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس ووزير الخارجية جيورجوس جيرابتريتيس وعدداً من كبار المسؤولين اليونانيين بدعوة رسمية من الحكومة اليونانية.