كشفت مجلة جون أفريك الفرنسية كواليس لقاء مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص إلى أفريقيا مسعد بولس، مع صدام حفتر وإبراهيم الدبيبة في روما يوم 3 سبتمبر الجاري.
ونقلت المجلة في تقرير لها، عن مصادر فرنسية تأكيدها أن بولس وجَّه لهما ثلاثة شروط أبرزها عدم تدخل خليفة حفتر في الصراع بين عبد الحميد الدبيبة، والميليشيات في غرب البلاد.
وأضاف أنه كان صدام وإبراهيم اللذين يعرفان بعضهما البعض، أن يلتقيا في بلديهما، أو حتى أن يتواصلا هاتفيًا، لكن في النهاية، كانت دعوة، دون إبطاء، من المبعوث الأمريكي مسعد بولس.
وبحسب التقرير، جرى خلف الكواليس التحضير لاجتماع 3 سبتمبر من قِبل المضيفين الإيطاليين، والأمريكيين، بعد أن دقّت البعثة الأممية ناقوس الخطر في نهاية أغسطس بشأن تحركات عسكرية حول طرابلس، حيث كانت تُجرى محادثات بالتزامن بين الأطراف السياسية والقبائل لتهدئة تصاعد العنف الذي تكرر منذ أزمة المصرف المركزي في صيف عام 2024.
وبعد اجتماع ثنائي، استقبل مسعد بولس وفريقه صدام وإبراهيم الدبيبة، حيث وضع بولس ثلاثة شروط أساسية لأي مناقشات مستقبلية.
ويتعلق الأول بعدم تدخل خليفة حفتر في الصراع بين عبد الحميد الدبيبة، والميليشيات، وهذا شرط أساسي مهم، بالنظر إلى ادعاء البعض حصولهم على دعم من الشرق في الهجوم الانتحاري على مقر اللواء 444 بإمرة محمود حمزة، والخصم لمليشيا قوة الردع.
ووفق التقرير الفرنسي، الشرط الثاني، هو تبادل المحتجزين. أما النقطة الثالثة، وهي الأهم، فتتعلق بإدارة مؤسسة النفط.
وأوضحت المجلة الفرنسية أن هذه القضية الأخيرة تُعدّ حساسةً للغاية بالنسبة لواشنطن، التي من أهدافها ضمان عودة الشركات الأمريكية إلى حقول النفط الليبية، التي تُمثّل أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، عقب الاجتماع، إن المبعوث الخاص لدونالد ترامب أكد لمحاوريه الأهمية الاستراتيجية لليبيا والرغبة في تعزيز التعاون لمكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر.
وهذه كلماتٌ تُسمع عادةً من الجانب الإيطالي، لكنها غير مسبوقة من مسؤول أمريكي حسب المصدر الفرنسي. بالإضافة إلى ذلك، أكدت جميع الأطراف دعمها خريطة الطريق لإجراء انتخابات جديدة وإعادة توحيد البلاد، التي قدّمتها مبعوثة الأمم المتحدة هانا تيتيه، إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ووفقا للتقرير، عاد إبراهيم الدبيبة وصدام حفتر إلى ليبيا في اليوم نفسه، وكان من المقرر أن يُجريا محادثات مع ممثلي الحكومة الإيطالية. وقال مصدر مُطلع على دبلوماسية طرابلس: إنهما ينأيان بأنفسهما للتشاور مع موسكو، حليفة بنغازي، وأنقرة، الداعمة لحكومة الوحدة.
وكانت وسائل إعلام إيطالية قد تحدثت عن لقاء صدام حفتر وإبراهيم الدبيبة، وسط غموض رسمي ما خلّف ردود أفعال واسعة في أوساط الطبقة السياسية بمدينتي طرابلس وبنغازي.