وصفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الصـ.ـهيونية، خارطة الطريق الأممية بأنها “ساذجة بشكل خطير” لعدم مواجهتها ما سمتها الانتهازية الروسية وتحركات موسكو “الخطيرة” باتجاه خليفة حفتر وأبنائه.
وأفادت الصحيفة العبرية في تقرير لها، بأنه في الوقت الذي يعقد فيه الدبلوماسيون الغربيون الاجتماعات والمشاريع والبيانات، روسيا تتحرك بالمنطق البارد لقوى عظمى وتسعى لاستغلال الفراغ من خلال محاولة منح حفتر وأبنائه شرعية رسمية.
ورأت أن اجتماع وزير الدفاع الروسي وخالد حفتر يعد تحذيرا صارخا بنية روسيا إضفاء الطابع الرسمي على علاقاتنها العسكرية وتعميقها مع فصيل ليبي رئيسي لتصبح موسكو مفسدا ساخرا في ليبيا وترسخ نفوذها وتخلق موطئ قدم إقليمي جديد.
وأوضحت أن روسيا تعمل بنشاط على تحويل ليبيا إلى مركز لوجيستي لعملياتها بأنحاء أفريقيا، وتؤكد صور الأقمار الصناعية وتقارير الاستخبارات أن القوات الروسية تعمل بنشاط على تحديث وتوسيع القواعد العسكرية في ليبيا، مثل معطن السارة.
وأضاف التقرير أن هذا ليس للنشر المؤقت، بل للوجود على المدى الطويل، وستسمح هذه البوابة الأفريقية لموسكو بإظهار القوة في عمق الساحل، ودعم المجلس العسكري في مالي وبوركينا فاسو، وإعطاء روسيا ميزة اقتصادية وعسكرية في منطقة يتراجع فيها النفوذ الغربي.
واسترسل: إذا نجحت روسيا، فستكون العواقب كارثية، وتتجاوز حدود ليبيا، فسيطرة موسكو على نظام ليبي لن تهدد أمن الطاقة الأوروبي فحسب، بل ستمنحه أيضا رافعة جديدة للتلاعب بتدفقات الهجرة، مما يخلق ضغوطا سياسية واجتماعية داخل الاتحاد الأوروبي.
وذكرت الصحيفة أن من شأن ليبيا التي تسيطر من خلالها روسيا على الجناح الجنوبي لحلف الناتو أن تغير بشكل أساسي التوازن الجيوسياسي في البحر الأبيض المتوسط.
وبينت أن ليبيا سيصبح منصة انطلاق لمزيد من المغامرة العسكرية، وملاذا للمرتزقة والوكلاء الروس، وتهديدا مباشرا لمصالح الولايات المتحدة والمصالح المتحالفة معها، فالخطر ليس فقط أن روسيا ستكون لاعبا في ليبيا، ولكن أنها ستصبح اللاعب المهيمن، مما يحول دولة هشة إلى منصة انطلاق لمزيد من زعزعة الاستقرار.
ودعت الصحيفة العبرية الولايات المتحدة وحلفاءها للتحرك بنفس الإلحاح والوضوح الاستراتيجي الذي تظهره روسيا، فلا يتعلق الأمر بتدخل عسكري جديد، بل يتعلق بمشاركة حاسمة وسياسية واقتصادية تحرم روسيا من موطئ قدمها.
ويكون التحرك عبر الدعم المباشر للمؤسسات الليبية الملتزمة بدولة موحدة وذات سيادة، من خلال تطبيق عقوبات مستهدفة ضد أولئك الذين يساعدون القوات الروسية، ومن خلال تقديم بديل موثوق به لشراكات موسكو الاستغلالية، وفق التقرير.