قال المحلل السياسي سالم المجبري، إن العاصمة طرابلس تقف اليوم على مفترق طرق خطير، بعد التحشيدات العسكرية التي تشهدها منذ أيام، ما ينذر بعودة شبح الحرب مرة أخرى.
وأضاف المجبري في تصريحات نقلها موقع العربية نت، أن المشهد الميداني يكشف عن تحشيدات عسكرية كبيرة واصطفافات تحمل مؤشرات مواجهة مسلحة، خصوصا مع دخول الدبابات والعربات الثقيلة وتمركزها في المناطق الحيوية.
وأوضح أن تجارب السنوات الماضية، أثبتت أن مثل هذه التحركات كثيراً ما استخدمت كورقة ضغط سياسية وعسكرية لتحقيق مصالح وفرض شروط جديدة خلال التفاوض، أكثر من كونها استعداداً لمعركة مفتوحة.
ورجح المحلل السياسي تراجع الأطراف في اللحظات الأخيرة بفضل الضغوط الأممية والدولية لتجنيب العاصمة الانزلاق نحو حرب، قد تكون مدمّرة ومكلفة للغاية.
وتشهد طرابلس توتراً غير مسبوق بعد أن أعلنت المجموعات المسلّحة التابعة لحكومة الدبيبة، والمدعومة من جهاز الردع التابع للمجلس الرئاسي، حالة استنفار كامل استعداداً لمواجهة مسلّحة قد تحسم السيطرة على الأرض.
وخلال الأيام الماضية، شوهد خروج لأرتال عسكرية من معسكراتها، سواء من جانب المجموعات الموالية للدبيبة وكذلك من الردع المدعومة من مجموعات من الزاوية والزنتان، لا تزال متمركزة ومنتشرة في عدد من المحاور الحيوية بالعاصمة طرابلس.
كما تم إخلاء معارض السيارات من المركبات تحسباً لتعرضها لأضرار في حال تفجر الاشتباكات، كما تم إغلاق بعض الطرقات، فيما سمع دوي إطلاق نار متقطع داخل مقرات المجموعات المسلحة اعتبر بمثابة “تسخين” قبل الدخول في معركة أوسع.
ويرى مراقبون أن طبيعة التحركات العسكرية، خاصة الدفع بالمدرعات إلى قلب العاصمة، تكشف عن نوايا للسيطرة على مواقع استراتيجية وحسم الصراع بالقوة، وسط حالة من القلق والارتباك يعيشها سكان العاصمة.