رد فتحي الشبلي رئيس حزب صوت الشعب ورئيس تجمع الأحزاب الليبية، على مراسل قناة الجزيزة القطرية أحمد خليفة الذي وصف ثورة الفاتح من سبتمبر بليلة الشؤم في مقال رأي له عبر إحدى المنصات.

وأفاد الشبلي في مقال رأي له، موجها حديثه للمراسل قائلا: من صفّق بالأمس لا يحق له أن يلعن اليوم وهو يعلم أن التاريخ صوت وصورة، وأن التاريخ لا يزيف لأنه يكتب بعقلية المحايد لا الحاقد.

وأضاف الشبلي أن ما كتبه خليفة عن ثورة الفاتح، يسكب حقدًا أسود على حدث صنع تاريخ ليبيا لأكثر من أربعة عقود، متابعا: لكن المضحك المبكي في الأمر أن من يكتب هذا الكلام هو نفسه الرجل الذي جلَس في خيمة القائد معمر القذافي يصفّق بحرارة لكل كلمة، وحين انتهى الخطاب لم يجد حرجًا أن يمد رأسه ليقبّل يدي الرجل الذي يصفه اليوم بأبشع الأوصاف.

وسأل الشبلي، المراسل: كم كان عمرك يوم قامت ثورة الفاتح؟ هل كنت شاهدًا واعيًا على ما تسميه “النكبة”؟ أم كنت مجرد طفل صغير يتعلم الأبجدية بينما كان رجالها يصنعون مجدًا غيّر ملامح ليبيا؟

وواصل قائلا: كيف تجرؤ بعد كل هذه السنين أن تكتب عنها باللعنات، بينما صورك وفيديوهاتك التي تملأ وسائل التواصل الاجتماعي تشهد عليك؟

واسترسل بقوله: التاريخ اليوم ليس ورقًا تكتب فيها ما تشاء، بل هو صوت وصورة، وأنت موجود بالصوت والصورة، وأنت تصفق، وأنت تبتسم، وأنت تقبّل يدي القذافي بكل رضا. أليس هذا نفاقًا وزورًا وارتزاقًا؟ ألم تكن جزءًا من نفس “الطغمة” التي تلعنها اليوم؟ كيف سمحت لنفسك أن تعيش تحت ظل النظام وتقتات من عطاياه، ثم تأتي بعد سنين لتدّعي البطولة بالكلمات؟

واستكمل: من يقلب مواقفه بهذا الشكل لا يكتب التاريخ بل يزوّره. ومن باع نفسه بالأمس لن يشتريه الناس اليوم. الفارق أن ذاكرة الليبيين لم تعد تُشترى، وأن الصور التي تحاول إنكارها تلاحقك، وأن لسانك اليوم جانبه الصواب.

وأضاف الشبلي قائلا: فلتلعن كما تشاء، لكن اعلم أن لعنتك لا تصيب إلا صاحبها. وأما الفاتح من سبتمبر، فبقي راسخًا في قلوب أجيال لم تعش معمر ولم تره، لكنها خرجت الليلة بأصواتها وأعلامها لتقول لك ولأمثالك: كذبكم يفضحه التاريخ، ونفاقكم يعرّيه الفيديو، وأما الحقيقة فهي خالدة لا يمحوها ارتزاق قلم ولا الصراخ المليء بالزور والبهتان.

وختم الشبلي بقوله: لم يكن عهد معمر خير مطلق، كما أنه لم يكن شر مطلق. هى مرحلة من تاريخ ليبيا لها ما لها وعليها ما عليها، كما هى مرحلة الملك إدريس لها ما لها وعليها ما عليها. والحقبتان جزء من تاريخنا لا أنت ولا أنا نستطيع تزويرهما.

Shares: