قال المحلل السياسي عز الدين عقيل، إن بوادر اندلاع حرب جديدة في العاصمة طرابلس باتت كبيرة، موضحا أن احتمال نشوبها يحمل “مخاطرة جسيمة”.
وأضاف عقيل في تصريحات نقلها موقع سكاي نيوز عربية، أن الولايات المتحدة وبريطانيا تبذلان جهوداً مكثفة لاستغلال التحشيدات العسكرية الراهنة من أجل الضغط على قوات الردع للانسحاب من قاعدة معيتيقة.
وأوضح أن خطورة السماح باندلاع هذه الحرب تكمن في أن قوات الردع وقوات عبد الحميد الدبيبة تنطلق من قلب الأحياء المدنية، ما يعني أن المدنيين سيكونون الضحايا الأوائل لأي مواجهة عسكرية ضارية قد تندلع.
وأكد أن قرار الإطاحة بالردع ليس محلياً بل أجنبياً، وهو ما يؤكده إصرار الدبيبة على المضي في هذا الاتجاه، رغم أنه كان في السابق حليفاً وثيقاً للردع التي ساعدته بقوة عندما تعرض لمحاولة إطاحة من قبل فتحي باشأغا وأسامة جويلي، وكانت الردع في مقدمة القوات التي دافعت عنه حينها.
ورأى أن هذا التحول المفاجئ في موقف الدبيبة يعكس ضغطا غربيا باتجاه تصفية هذه القوة، مضيفا أن المؤشرات على الأرض بدأت بالفعل عبر تصفية عبد الغني الككلي (غنيوة) آمر قوة دعم الاستقرار، في وقت جرى الإبقاء على الجهاز نفسه وتعيين شخصية جديدة على رأسه.
واعتبر عقيل أن ذلك يبرهن على أن المستهدف هو الميليشيا ككيان وليس الأشخاص، وأن غنيوة صُفي تحديداً بسبب تمدده في قطاعات حساسة كالاتصالات والنفط.
وبيّن أن غنيوة كان قد حقق نفوذاً واسعاً في جهاز الاتصالات، وهو ما رآه عقيل تهديداً مباشراً للأمن القومي الأمريكي، بالنظر إلى أن الكثير من الاتصالات بين واشنطن والسلطات في طرابلس يمكن كشفها عبر هذا الجهاز.
وأفاد المحلل السياسي بأن الككلي لم يكتفِ بذلك بل توسع أيضاً باتجاه السيطرة على شركات النفط، وهو ما جعله عقبة أمام مشاريع واشنطن السياسية والعسكرية في ليبيا.
وتابع قائلاً إن ما يؤكد اتجاه الولايات المتحدة نحو الحسم هو محاولاتها الدفع باتجاه تشكيل حكومة مشتركة بين الدبيبة وصدام حفتر، وهو أمر كان غنيوة سيقف عائقاً أمامه، ما يجعل تصفيته بمثابة التمهيد لهذه الخطوة.
واسترسل بأن التحشيدات العسكرية الراهنة قد تكون إما مقدمة فعلية لجر البلاد إلى حرب مفتوحة، أو مجرد استعراض قوة لإرغام الردع على التنازل عن حصتها العسكرية والسياسية تمهيداً لتصفيتها لاحقاً، دون تعريض حياة المدنيين للخطر.
وختم عقيل بقوله إن الهدف الأساسي لهذه المساعي، في كل الأحوال، هو القضاء على جهاز الردع وتفكيك نفوذه، مؤكداً أن الدبيبة “منصاع بشكل كامل للأوامر الخارجية” في هذا الملف.
وعاد التوتر الأمني من جديد ليخيّم على العاصمة طرابلس، في مشهد يثير المخاوف من انزلاق الوضع نحو جولة جديدة من الاضطرابات.
وتعيش طرابلس على وقع تحركات عسكرية مفاجئة وأرتال مدججة بالسلاح قادمة من مدن الغرب الليبي، الأمر الذي أعاد إحساسًا عامًا بالقلق والريبة، وفتح الباب واسعًا أمام التكهنات باندلاع مواجهات عسكرية مجددا.


