أكد المحلل السياسي التركي، هشام جوناي، أن التقارب بين تركيا والقوات المتمركزة في شرق ليبيا ليس قرارًا مفاجئًا، بل هو نتاج لزيارات متبادلة بدأت في عام 2023.
وفي تصريحات لقناة “العربية”، أوضح جوناي أن هذا التغير الجذري في السياسة التركية، التي كانت تركز على التعامل مع سلطات غرب البلاد، يعود إلى مصالح مشتركة بين أنقرة وشرق ليبيا.
وأضاف أن السبب الرئيسي لهذا التغير هو أهمية اتفاقية الجرف القاري التي وقعتها تركيا مع حكومة الغرب. ولأن هذه الاتفاقية لم تحظ بموافقة السلطات في الشرق، تسعى أنقرة الآن للحصول على مباركتها.
ويرى المحلل أن هذه الموافقة ستمنح تركيا فرصًا حقيقية للتنقيب عن الغاز الطبيعي والثروات في المنطقة.
وأضاف جوناي أن تركيا تسعى أيضًا إلى توسيع أسواقها عبر توريد منتجات غذائية يمكن أن تنعش السوق الليبية في الشرق والغرب على حد سواء، مما يعمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
إلى ذلك نقلت “بلومبرغ” الجمعة، عن مصادر ليبية وتركية -لم تسمها- أن مجلس النواب يستعد خلال الأسابيع المقبلة للتصديق على مذكرة التفاهم البحرية الموقعة مع تركيا في العام 2019، وهي المذكرة التي تضع شروط اتفاقية التنقيب والاستكشاف في المياه الإقليمية الليبية.
وأكدت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها بسبب حساسية القضية، أن غالبية العقبات التي تقف أمام تنفيذ الاتفاقية جرى التعامل معها، بينما أشار مسؤول ليبي مطلع على سير المحادثات إلى إجماع لدى السلطات في شرق ليبيا بأن مذكرة التفاهم البحرية تخدم مصالحهم، وتسهم في جذب مزيد من الاستثمارات.


