أفادت وكالة بلومبيرغ الأمريكية بأن مجلس النواب يستعد للتصويت خلال الأسابيع المقبلة على اتفاقية التنقيب البحري الموقعة بين تركيا وليبيا عام 2019، في خطوة قد تمثل تحولًا دراماتيكيًا وتحسنًا لافتًا في العلاقات بين أنقرة والمنطقة.
ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بالمطلعة، قولها إن أغلب العقبات التي كانت تحول دون تنفيذ الاتفاقية قد أُزيلت، ما قد يمهد الطريق أمام بدء السفن التركية في التنقيب عن الطاقة في مناطق واسعة من المياه الليبية شرق المتوسط.
ورأى بلومبيرغ في تقرير لها، أن هذا الأمر قد يؤدي إلى توترات جديدة مع اليونان وقبرص بسبب النزاعات البحرية القائمة.
وذكرت أن الاتفاق الذي تدعمه حكومة طرابلس منذ توقيعه، كان يواجه معارضة شديدة من سلطات الشرق بقيادة خليفة حفتر.
وأوضح أن تحركات تركية خلال الفترة الماضية تشير إلى تقارب تدريجي مع قادة المنطقة الشرقية، بمن فيهم صدام نجل حفتر الذي زار أنقرة والتقى مسؤولين عسكريين رفيعين.
وأضاف التقرير، أنه في مؤشر إضافي على تحسن العلاقات، قامت فرقاطة تركية بزيارة إلى ميناء بنغازي هذا الأسبوع، وتدرس أنقرة إرسال مستشارين ومدربين عسكريين إلى الشرق.
وذكرت الوكالة أن الخطوة قد تفتح الباب أيضًا أمام إحياء عقود تجارية بمليارات الدولارات لشركات تركية تعطلت منذ عام 2011، فضلًا عن مشاركة شركات تركية فيما يسمى بمشاريع إعادة الإعمار ببنغازي، مع تسيير رحلات جوية مباشرة بين المدينتين مؤخرًا.
ونقلت الوكالة عن مسؤول ليبي مطلع على المحادثات، أن هناك إجماعًا بين سلطات الشرق على أن الاتفاق يخدم مصالحها وسيجلب استثمارات.
وبينت أن هذا الإجماع على رغم أن الاتحاد الأوروبي يعارض الاتفاق، ويصفه بأنه ينتهك الحقوق السيادية للدول الثالثة ولا يتماشى مع قانون البحار، وفق بلومبيرغ.
وبعد سنوات على رفضها، قرر مجلس النواب مؤخرا، تشكيل لجنة فنية لدراسة موضوع الاتفاقية الليبية – التركية المقدمة من حكومة أسامة حماد، بحسب ما أعلنه الناطق باسم المجلس عبدالله بليحق.
وتتطلع تركيا إلى مصادقة مجلس النواب على اتفاقية الصلاحيات البحرية التي وقعتها مع حكومة الوفاق السابقة برئاسة فائز السراج في 27 نوفمبر 2019، والخاصة بترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وتأتي هذه الخطوة في ضوء التقارب المسجل أخيرا بين خليفة حفتر وتركيا، لا سيما بعد الزيارة الرسمية التي أجراها صدام حفتر إلى أنقرة واجتماعه مع وزير الدفاع التركي يشار غولر وقيادات الجيش التركي في أبريل الماضي.