تمر اليوم الذكرى الرابعة عشر على اندلاع معركة طرابلس في 20 أغسطس 2011، والتي انتهت بسقوط العاصمة في يد المحتجين، بعدما أعلن ما يسمى بالمجلس الانتقالي السيطرة على المدينة بالكامل في 27 أغسطس، لتدخل البلاد في حالة من الفوضى إلى اليوم.
ودارت المعارك بين المحتجين من جهة والقوات النظامية من جهة أخرى في العاصمة طرابلس كجزء من حرب الجبل الغربي، وذلك بهدف السيطرة عليها بساعدة من قوات حلف الناتو التي شنت هجوما غادرا على ليبيا بهدف إسقاط نظامها.
وبدأت الاشتباكات في صباح السبت 20 أغسطس عندما بدأ المحتجون من داخل طرابلس بالتحرك بالتنسيق معَ العناصر المشاغبة في المدن المُحيطة، فبدأ هؤلاء بالزحف نحوَ العاصمة في حين بدأ محتجو الداخل اشتباكات عَنيفة كانت غالبيتها في شرق المدينة، خصوصاً منطقة تاجوراء.
وفي المساء عادت الاشتباكات للاندلاع مُجدداً، وتمكن المحتجون بعدها من السيطرة بشكل كامل على مُعظم شرق العاصمة، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من أطراف وسطها وغربيها، ومن المناطق التي سيطروا عليها قاعدة معيتيقة وتاجوراء وفشلوم والسبعة والظهرة وبن عاشور وغيرها.
وأطلق المحتجون في اليوم ذاته حملة لم يَقوموا بمثلها سابقاً على العاصمة طرابلس تحتَ اسم “عملية فجر عروس البحر”، إذ قاموا بتنفيذ بإنزال بحري على سواحل العاصمة لإيصال كميات من السلاح والذخائر إلى مشاغبي الداخل فيها.
وهُنا بدأ محتجو طرابلس بالدخول في اشتباكات عَنيفة معَ القوات النظامية في مناطق مُختلفة داخل المدينة بالتزامن معَ زحف العناصر القادمة من الجبل التي بلغت المدن المُحيطة بها مثل الزاوية وصرمان وصبراتة غربَ العاصمة وترهونة جنوبها، وسُرعان ما بلغوا جنوب العاصمة مدينة العزيزية.
وخلال هذه الاشتباكات التي اندلعت في أنحاء العاصمة ومُحيطها، ساعدَ حلف الناتو المحتجون على التقدم بتغطية جوية كثيفة، واستهدفَ خلال غاراته هذه بعض بوابات سجن أبو سليم الخارجية، مما ساعدَ المشاغبين على دخوله والاشتباك معَ القوات النظامية، وقد انتهت هذه العملية بهروب عدد من السجناء.
ولاحقاً بعدَ المغرب مُباشرة في اليوم ذاته – السبت – أطلق المحتجون ما يسمى بـ”عمليَّة تحرير طرابلس” مُجدداً، واندلعت اشتباكات طرابلس في مَناطق وأحياء عديدة، منها سوق الجمعة ومنطقة فشلوم وجنزور، بالإضافة إلى أجزاء من منطقة سيدي خليفة التي سيطروا على أجزاءٍ منها والحشان التي سقطَ قتلى وجرحى بينهم بها.
وبعدَ هذه الاشتباكات سيطر المحتجون على أربع مناطق كبرى في شرق العاصمة، هيَ قاعدة معيتيقة الجوية ومناطق تاجوراء وفشلوم وبن عاشور، وساعدوا في هروب 500 معتقل من سجن الجديدة، أما الزحف من الخارج فكان قد بدأ بالفعل من الزاوية وجبهة جنوب العاصمة، بالإضافة إلى جبهتها الشرقية.