أكد المحلل السياسي عز الدين عقيل أن واشنطن تتبنى حاليا موقف عبد الحميد الدبيبة كليا، بأنه لا حكومات انتقالية بعد حكومته، قائلا إن مسعد بولس مستشار ترامب، عبر عن هذه المسألة مرارا وتكرارا، بحديثه عن أن المراحل الانتقالية دمرت البلاد.
وأضاف عقيل في مداخلة عبر إذاعة “مونت كارلو” الفرنسية، أن واشنطن تعمل حاليا على تخفيف مستوى الاحتقان في ليبيا من خلال إرضاء كل الأطراف المتصارعة على السلطة من خلال خلق حكومة مشتركة بين الحكومتين عن طريق دمجهما.
واستدرك بقوله: لكن ستعمل أمريكا على بقاء الدبيبة على رأس الحكومة وستعمل هذه الحكومة الموحدة، لأن بولس قال للقيادات في شرق البلاد إنه للتخلص من الدبيبة عليهم الاختيار بين واحد من 3 أمور، إما الاستفتاء على دستور 2017 أو فتح هذا الدستور وعلاج النقاط الخلافية فيه أو كتابة دستور جديد.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستسعى لعرقلة أي محاولة لليبيين للاستفتاء على دستور 2017، لأن هذا يعني أنه لن يكون أمامهم إلا 5 أشهر فقط ويكون لديهم دستور جاهز والليبيون الآن معبئين بفكرة أن الدستور سيأتي لهم بالاستقرار.
وذكر أن واشنطن تريد المزيد من الوقت للدبيبة لتمرير صفقاتها، وهي تعمل الآن على كيفية دمج الحكومتين، وميلوني وأردوغان مكلفين بالعمل على هذه الخطة وإنجاحها لأنهما الزعيمين الأقرب لترامب حاليا.
وقال عز الدين عقيل إن أردوغان وميلوني يسعون من خلال القمة الثلاثية مع الدبيبة لتنفيذ الخطة الأمريكية الخاصة بالتحول السياسي الجديد في ليبيا.
وبين أن أردوغان وميلوني يهمهم بقاء الدبيبة لضمان تحقيق مصالحهما سواء الاقتصادية أو العسكرية أو المتعلقة بالهجرة، والولايات المتحدة تعمل حاليا على إبعاد الجميع عن ليبيا كما أبعدتهم عن أوكرانيا حتى تكون هي صاحبة النفوذ الأكبر، فسياسة ترامب هي سياسة استحواذية كاملة.
وأتم بقوله: ليبيا سيكون لها مصير أوكرانيا؛ بحيث تكون واشنطن اللاعب الرئيسي صاحب النفوذ فيها، وتبقى موسكو لاعب مهم في المعادلة وربما تسعى لتخريب كل هذه المحاولات الأمريكية.
وشهدتْ مدينة إسطنبول التركية، في الأول من أغسطس 2025، انعقادَ قمةٍ ثلاثيةٍ جمعت بين تركيا وليبيا وإيطاليا، بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، وعبد الحميد الدبيبة.
وركّزت القمة على تعزيز التعاون الإقليمي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولا سيَّما في ملفات الهجرة غير النظامية، ودعْمِ الاستقرارِ السياسيِ في ليبيا، إضافةً إلى دفْع مشاريعِ التنمية الاقتصادية المشتركة.
وتأتي هذه القمة في سياق إقليمي معقّد؛ إذ لا تزال ليبيا تعاني انقسامات داخلية، في وقت تسعى فيه كل من تركيا وإيطاليا إلى ضبط تدفق المهاجرين عبر المتوسط.