سلطت صحيفة الشرق الأوسط الضوء على واقعتي قصف طائرات مسيّرة تركية تابعة لوزارة الدفاع بحكومة الدبيبة، هدفين بمدينتي الزاوية وصبراتة، الأمر الذي قوبل بإدانات حقوقية.
وبحسب تقرير للصحيفة، بدا أن قصف مدن في غرب ليبيا بالمسيّرات، رسالة رمزية بأنها ستكون سلاح الدبيبة في أي معركة مقبلة مع خصومة بالعاصمة وفي المقدمة جهاز الردع، وفق تقدير محللين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري ليبي تأكيده أن القوات الحكومية استخدمت طائرة مسيرة في استهداف الزاوية، ضد ما تقول إنها أوكار لمهربي البشر إلى أوروبا.
وشكك المصدر العسكري في الهدف المعلن لهذا القصف؛ خصوصاً أنه استهدف منزلاً لأحد المدنيين، وفق المتداول في تسجيل مصور.
ويلحظ وزير الدفاع الأسبق اللواء محمد البرغثي، رسائل تخويف مبطنة من جانب الدبيبة وحكومته واكبت ضربات استهدفت الزاوية وصبراتة.
ونقل التقرير عن البرغثي قوله إن القوة الضاربة للمسيرات توجد في قاعدة الوطية التي تخضع لسيطرة الأتراك، مستنتجاً أن دخولها كسلاح حاسم في أية معركة مقبلة في طرابلس سيكون رهناً لاتفاق بين الدبيبة وتركيا.
كما لا يستبعد مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية شريف بوفردة، أن تكون الطائرات المسيّرة جزءاً من أسلحة معركة مرتقبة لا ينقطع الحديث عنها في طرابلس.
وأضاف أن الجيش النظامي يستخدم المسيّرات في ظل قواعد الانتشار والاشتباك بالمعدات والأفراد، ويمكن وقتها أن تكون سلاحاً جوياً فاعلاً يشل أهدافاً معينة لدى الخصوم.
وأوضح أن مسرح العمليات مختلف في غرب ليبيا، قائلاً إن المسيّرة تدخل هنا المعركة وسط مجموعات مسلحة وميليشيات وعصابات منتشرة بين الأحياء السكانية، بل في بعض الأحيان التشكيل هو من أفراد الحي أو المنطقة.
وانتهى الباحث الليبي إلى القول إن الوجود على الأرض في شكل قوات مقاتلة ميدانية، هو العامل الحاسم والقوي لمثل هذه الاشتباكات.
ويتزامن الحديث الواسع عن المسيّرات في مسرح الاشتباكات بغرب ليبيا مع هدنة هشة تديرها ترتيبات أمنية في العاصمة طرابلس، جاءت بعد اشتباكات دامية في مايو الماضي.
ولا تتوفر أرقام أو إحصاءات دقيقة بشأن مخزون القوات التابعة لحكومة طرابلس من الطائرات المسيّرة، علماً بأن هذا السلاح سجل حضوره الأول إبان حرب العاصمة طرابلس في العام 2019.
وقتذاك دعمت تركيا قوات حكومة الوفاق السابقة بـ20 مسيرة قتالية من طراز بيرقدار تي بي 2، ولعبت دوراً حاسماً في صد قوات خليفة حفتر.