كشف تحقيق استقصائي أجراه مركز المعلومات والمرونة (CIR) عن وجود معسكر تابع لقوات الدعم السريع في صحراء الكفرة جنوب شرق ليبيا، يُستخدم كنقطة انطلاق لعمليات عسكرية داخل السودان.

وتمكّن فريق المركز الذي يصف نفسه بأنه منظمة غير ربحية تعمل على كشف حقوق الإنسان وجرائم الحرب، من تحديد موقع المعسكر بعد تحليل عشرات الفيديوهات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، مستخدمين صور الأقمار الصناعية الليلية وتقنيات تحديد المواقع.

وأكد التحقيق أن المركبات الموجودة في المعسكر، ومن بينها مركبة مميزة برقم “136”، ظهرت لاحقًا في هجمات دامية على معسكر زمزم للنازحين شمال دارفور في أبريل الماضي.

وأظهر التقرير ارتباطًا مباشرًا بين هذا المعسكر الليبي وقيادات بارزة في قوات الدعم السريع، على رأسهم القائد الميداني حمدان الكجلي، الذي ظهر في عدة فيديوهات داخل المركبة ذاتها، منها مقطع يوثق دخوله إلى معسكر زمزم أثناء الهجوم، معلنًا عن “تحرير” المنطقة.

وتؤكد الأدلة البصرية والرقمية التي جمعها CIR أن المعسكر في ليبيا يشكّل قاعدة خلفية لإمداد قوات الدعم السريع بالعتاد والأفراد، وسط تقارير أممية عن عبور أسلحة ومركبات عبر الحدود الليبية.

إلى جانب المركبات والمقاتلين، تظهر في الفيديوهات عناصر أخرى يُمكن مقارنتها في مواقع مختلفة؛ في فيديوهات من المعسكر الليبي، لوحظ بطانيات مُغلّفة في أكياس تحمل علامة تجارية، وكُتب على الغلاف الأحمر والذهبي “الرواد”، ووُصف محتواه بأنه “بطانية فائقة النعومة”.

كما وجد التحقيق صفحة على فيسبوك لمتجر تعلن عن البطانيات نفسها، ويقع في ليبيا، وبينما لا يُمكن تأكيد شراء البطانيات هناك، فقد تمكّنوا من التعرّف عليها في لقطات صُوّرت في الكفرة، خلال القوافل الصحراوية، ثم في شمال دارفور بالسودان.

وذكر أنه غالبًا ما يُرى الكجلي إلى جانب عبد الرحيم دقلو، الرجل الثاني في قيادة قوات الدعم السريع بعد شقيقه محمد حمدان دقلو، قائد الدعم السريع المعروف باسم “حميدتي”، ويُعتقد أن الكجلي هو ذراعه اليمنى، وهو أيضًا ذو رتبة عسكرية رفيعة.

ووفقا للتحقيق، يمكن ربط المركبة 136 بالمقاتلة “أ” والقائد الكجلي إقامة صلة مباشرة بين المعدات العسكرية الموجودة في معسكر قوات الدعم السريع في ليبيا والقيادة العليا فيها.

وأوضح أن زمزم كان أحد آخر موانئ الإيواء لمئات الآلاف الذين أُجبروا على الفرار من ديارهم بسبب القتال، أجبرتهم هجمات قوات الدعم السريع المتتالية على الفرار مجددًا، مما أدى إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ”موجة نزوح غير مسبوقة”.

ويتتبع التحقيق المعدات العسكرية التي استخدمتها قوات الدعم السريع في الهجوم العنيف على زمزم في السودان، إلى معسكر تابع لها في ليبيا.

ووقعت هذه الهجمات في الوقت الذي تُحكم فيه المجاعة قبضتها على السودان، يواجه ما يقرب من نصف السكان – 25 مليون شخص – مستويات شديدة من الجوع، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي.

Shares: